"مكتبة قطر الوطنية": الخليج العربي كما رآه الرحّالة الغربيّون

12 يونيو 2019
(إحدى لوحات الرسام المستشرق الفرنسي إتيان دينيه)
+ الخط -

عكست كتابات الرحالة الغربيين عن البلاد العربية حالة من الاستشراق ظهر فيها الشرق كمكان إكزوتيكي مليء بالسحر والأساطير والعوالم الغيبية مع حضور هامشي وخفي للإثارة الحسية، وهو ما يتجلى خصوصاً في اللوحات الأولى التي رسمها الأوروبيون.

حلّ هذا المنظور الذي أظهر مزيجاً من التعاطف مع الرغبة في الاكتشاف، ولاحقاً في التملك ضمن تنافس القوى الاستعمارية، محلّ منظور سابق عدائي بالمطلق نظر إلى العرب والمسلمين باعتبارهم وثنيين قدموا إلى إسبانيا والبلقان وشرقي القارة العجوز بقوة السيف.

"الرحالة الغربيون وصورة الآخر من خلال مجموعة المكتبة التراثية" عنوان الندوة النقاشية التي تنظّمها "مكتبة قطر الوطنية" في الدوحة عند الخامسة والنصف من مساء الأحد المقبل، السادس عشر من الشهر الجاري.

يشارك في الندوة النقاشية كلّ من الباحثين محمد همّام فكري ويوسف العبد الله ومصطفى الستيتي ويديرها الأكاديمي مُعز الدريدي، ويسلّطون الضوء على "مختلف القضايا والأسئلة المرتبطة بكتابات الرحالة والمغامرين الغربيين حول الشرق العربي، ولعل من أهمها كيف بدت الجزيرة العربية وقطر في عيون زائريها منذ وطئت أقدامهم هذه الربوع"، بحسب بيان المنظّمين.

يشير البيان إلى أن "المكتبة التراثية بمكتبة قطر الوطنية تزخر بكتابات العديد من الرحّالة الغربيين الذين زاروا البلدان العربية عبر مختلف العصور. وكانت الجزيرة العربية، وخاصة منطقة الحجاز والخليج العربي، إحدى المحطات المهمة لحط الرحال وبداية الاستكشاف".

يرصد فكري، مستشار التراث والكتب النادرة بالمكتبة، في مقال سابق بعنوان "الرحالة والمستكشفون الغربيون في شبه الجزيرة العربية" أهم الرحلات منذ القرن السادس عشر وحتى منتصف القرن العشرين، وكيف أصبحت مصدراً للمعلومات والمعارف الأساسية يعتد بها لفترة طويلة في الدراسات المختلفة حول المنطقة، وكيف ساهمت في تشكيل النظرة التي كوّنها الغرب عن الجزيرة العربية.

ويهتمّ العبد الله، أستاذ التاريخ في "جامعة قطر"، في دراساته بالتطور السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي شهدته قطر والجزيرة العربية، مستعرضاً الصورة التي رسمها الرحالة والمستكشفون في كلّ مرحلة، والفوارق بينها وبين الواقع على الأرض.

أما الستيتي، الباحث في الدراسات العثمانية والتركية، فيلفت إلى نقاط عديدة منها أن اللوحات التي تناولت الحريم في قصور الأستانة ما هي إلا تعبير عن خيال الرحّالة الفرنسيين المدونة في مذكراتهم عن الدولة العثمانية، وينطبق الأمر على فهمهم للأسواق أو التجمعات السكانية وعلاقات الناس.

المساهمون