رغم تعدّد الملتقيات المتخصّصة بالموسيقى الأندلسية في معظم المدن المغربية، إلّا أن الاهتمام بها يكاد ينحصر في الجمعيات التي تقدّم تدريباً أولياً للراغبين بتعلّمها وتقيم عروضها في أوقات متفرّقة خلال العام.
يطالب كثير من الباحثين إدخال هذا الشكل الفني الذي يعود إلى قرابة ثلاثة قرون على أقل تقدير، في المناهج الدراسية خلال المراحل التعليمية الأساسية، وإلى تطوير مواد بحثية وتنظيرية ليستفيد منها المتخصّصون بالنظر إلى ندرة هذه المؤّلفات في المكتبة المغاربية بشكل عام.
في هذا السياق، تنطلق فعاليات الدورة الأولى من "المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية" عند العاشرة من مساء غدٍ الخميس في ساحة محمد الخامس وسط الدار البيضاء ويتواصل لثلاثة أيام، بتنظيم من مجلس عمالة المدينة، بالتعاون مع "جمعية النوبة الأندلسية لفن الآلة والسماع".
تساؤلات عديدة حول الغاية من إنشاء تظاهرات جديدة تكتفي غالباً بتقديم بضع عروض وربما يُضاف إليها ندوة لأحد الباحثين المشاركين، بينما تحتاج جهود توثيق بـ"طرب الآلة" بمدارسها المختلفة دعماً كبيراً، حيث لا تزال العديد من ألحانها تُحفظ شفاهياً.
يهدف المهرجان الذي يقام تحت شعار "الموسيقى لغة المعرفة الصادقة" إلى "تسليط الضوء على الآلة الاندلسية باعتبارها موروثاً لا مادياً ووطنياً أصيلًا يمنح لسكّان الدار البيضاء الاستفادة من جمالية الطرب الأندلسي المغربي وإلى تطويرها وصيانتها"، بحسب بيان المنظّمين.
يشارك أكثر من 150 فناناً من المغرب والجزائر وتونس وإسبانيا؛ من بينهم "جوق عبد الكريم الرايس" من مدينة فاس المغربية بقيادة الموسيقي محمد بريول ومشاركة الفنان أحمد مربوح، و"مجموعة المالوفجية للموسيقى الأندلسية" من مدينة المنستير التونسية بقيادة الفنان محمود فريح، و"جوق النوبة الأندلسية" مع مجموعة الكورال بقيادة الموسيقي إبراهيم شريف وزاني ومشاركة الفنان مروان حجي والفنانة زينب أفيلال والفنان عمر الجايدي.
إلى جانب "جوق الدار الغرناطية" من الجزائر بقيادة الفنان محمد شريف سعود وبمشاركة الفنانة منال غربي، و"الجوق المغاربي" الذي يتكوّن من مغنين وعازفين من تونس والجزائر والمغرب وإسبانيا، بمشاركة الفنانين منال غربي، وعبير العابد، ومحمود فريح، ومحمد شريف سعود، وإبراهيم شريف وزاني، و"جوق الفلامينكو" الإسباني.