"خمسون في خمسين": تشكيليات من قطر

14 مايو 2019
(مقطع من عمل شذى عبو المشارك في المعرض)
+ الخط -

عدّة تجارب قدّمها غاليري "المرخية" في "كتارا"، الحي الثقافي في الدوحة، خلال العام الماضي تحت عنوان "خمسون في خمسين"، والمقصود بهذا العنوان حجم الأعمال التي يُطلب من الفنانين المشاركين تقديمها، ضمن تحد من نوع خاص، وهو كيف يؤثر حجم اللوحة على الموضوع والأدوات وخيارات الفنان.

تنطلق، اليوم الثلاثاء، النسخة الخامسة من هذه التجربة، بمشاركة 14 فناناً قطرياً ومقيماً في قطر، واللافت غلبة حضور المرأة التشكيلية، إذ بلغ عدد المشاركات عشرة فنانات، يحضرن إلى جانب أربع فنانين، حيث يتواصل عرض الأعمال حتى الخامس من تموز/ يوليو المقبل.

الفنانات المشاركات قدمن المرأة من عدة زوايا، نلمح فتاة اليوم في عمل لهيفاء السادة، متخففة ومستلقية بثياب المنزل تقلّب في شاشة الهاتف الذكي، في حين تقدّم سارة البوعينين المرأة التقليدية، إذ ترسم البورتريه لامرأة بلا ملامح ترتدي زياً تقليدياً، الخلفية الصفراء تتماهى مع الشخصية، بل إنها تذوب على ملابسها كما لو أن كل العمل شمع مشتغل يذوب.محمد الحمادي

سوزانا جمعة تنحو إلى السريالية أكثر، فتقدم لنا تلك العين الخارجة من تجويفها والسابحة في الفضاء، بينما إبرة تحاول النفاذ إليها، الخلفية صحراوية وثمة بالونات طائرة وذاكرة تبدو أنها عبثية.

أما جواهر المناعي، فتميل في عملها إلى التجريدية حيث اللعب بالألوان وتشكلاتها العفوية، وكذلك تفعل شذا عبو في عمل بالأسود والأبيض المصفر، متناولة التناقضات والتضادات. العمل يتضمن وجهين يبدوان كما لو أنهما لجسد واحد.

في حين تعود أسماء المناعي إلى الطبيعة فترسم منظراً يبدو كما لو أنه من خلف نافذة، حيث النباتات البرية. ثمة أوراق وارفة في وقت الظهيرة كما توحي الألوان الصفراء القوية. أما الفنانة شعاع علي فتُدخل الحروفيات إلى أعمالها التجريدية، التي تحضر فيها الألوان القوية والمتداخلة من تدرجات الأزرق الغامق والنيلي والأصفر والأحمر.

لوحة شوق المانع تظهر مثل عمل طباعي، بالأسود والأبيض والرمادي، حيث دوامات من الأسود تبدو كما لو أنها ظلال لشخصيتين لكن لا يمكن التحقق من ذلك.

أما فاطمة النعيمي فتقدم عملاً بألوان قوية تعتمد فيها على التركواز، وفكرة العمل هي اللطخة اللونية، ثمة يد في الخلفية نفهم أنها ترتطم بالألوان أو تصدها أو ترميها، كما لو أن اللوحة عن علاقة الفنان بالمزاجة في يده.

الفنانة هناء السعدي تلعب باللون والأسلاك والضوء. العمل يجسد الأرض والسماء، ثمة خطوط براقة تحيط بهما، في حركة عشوائية وفوضوية.سوزانا جمعة

في لوحة الفنان عبد الرحمن المطاوعة، وهي بورتريه، نرى وجهاً لرجل نائم على خلفية برتقالية، توحي بأنها مليئة بشخصيات أخرى أو أن ثمة شيئاً وفوضى تحدث رغم حالة النوم.

كذلك يشارك التشكيلي علي حسين بحروفية من اللون الوردي الغامق والأسود، الحروف ليست واضحة تماماً وليس الهدف تخطيط عبارة ما، إنها لعبة من ظلال الخط وانعكساته.

محمد الحمادي فنان "بوب آرت" على طريقته وبألوانه الخاصة، يرسم بورتريهاً لرجل بالزي التقليدي، وبطريقة لا تخلو من حس بالفكاهة، أما الألوان فقوية وجريئة جداً، ويلجأ فيها الفنان إلى لعبة الإنستغرام، فيضيف إلى الصورة تلك الورود التي تدور حول رأس الرجل، مثلما يفعل كثيرون لتجميل صورهم السيلفي. إنها لوحة سيلفي ساهرة بالأصفر والخلفية التركوازية.

يختلف محمد فرج في أنه يقدم ثلاثية كل واحدة منها خمسون في خمسين سنتمتراً، وكلها بالأبيض والأسود، وبالطبع يغلب الأسود على القطع الثلاثة ويتوسطها وجه يبدو كما لو أنه رقمي أو إلكتروني أو وهمي.

المساهمون