- بدأت الباحثة آن ريغورد برنامجاً لحفظ مخطوطات زبيد عام 2000، شمل فهرسة وترميم المخطوطات، لكن الحرب في 2015 أوقفت المشروع وتعرضت المكتبات للنهب.
- تعمل اليونسكو على حماية المواقع التاريخية في اليمن، بينما يواصل توم ليرمان تطوير وتأهيل هذه المواقع رغم التحديات.
تشير تقديرات إلى أن المكتبات العامة والخاصة في اليمن تحتوي على أكثر من مليون مخطوطة يعود أقدمها إلى ما قبل القرن الثالث عشر قبل الميلاد، تمّ توثيق 1% منها قبل أن تندلع الحرب في البلاد، وتأكل النيران بعضاً منها إلى جانب التهريب المتواصل لها.
بمناسبة اليوم العالمي للمخطوطات العربية، تنظّم "مكتبة قطر الوطنية" في الدوحة عند السادسة من مساء بعد غدٍ الخميس ندوة بعنوان "المخطوطات اليمنية وحماية التراث اليمني" تشارك فيها الباحثة الفرنسية آن ريغورد، والخبيرة الإيطالية آنا باوليني مديرة مكتب منظمة اليونسكو الإقليمي، والمعماري الألماني توم ليرمان.
تعود ريغورد، خبيرة أوراق البردي والمخطوطات والنقوش في قسم الفنون الإسلامية بـ"متحف اللوفر"، إلى برنامج الحفاظ على مخطوطات مكتبات مدينة زبيد (غربي اليمن) الذي انطلق عام 2000، وأدارته بهدف توثيق هذه المخطوطات وفهرستها وترميمها وحمايتها من الاندثار بسبب الرطوبة أو دودة الأرضة، وحفاظاً عليها من التهريب إلى خارج البلاد.
البرنامج الذي كان من المقرّر أن تُنفّذ على غراره برامج مشابهة لإنقاذ مخطوطات شبام وحضرموت ومدن يمنية أخرى، اشتمل على ثلاث مراحل تمثلت بفهرسة المخطوطات بمنهجيات علمية وتصويرها رقمياً، ثم البدء بعملية ترميمها، لكن اندلاع الحرب عام 2015 حال دون استكمال المشروع، كما تعرّضت العديد من المكتبات القديمة إلى النهب والتدمير.
في بحوثها السابقة، تمكّنت ريغورد من تصنيف أنواع مختلفة من الورق المسمـّى بـ"أبو شباك"، والذي اقتصر استعماله في مخطوطات اليمن وأثيوبيا، في حين أن نوعاً واحداً تمّ اكتشافه حتى الآن، ولم يتوصل الخبراء إلى الكشف عن جميع علاماته المائية.
من جهتها، صرّحت باوليني العام الماضي بأن "اليونسكو" شاركت في التنسيق مع عسكريين لحماية ما يقارب خمسين موقعاً تاريخياً، حيث تعرّضت البيوت القديمة في العديد من المدن مثل صعدة وصنعاء إلى التدمير، إضافة إلى ما لحق بسد مأرب من أضرار، حيث تمّ إطلاق مبادرة في مجال ترميم التراث وصونه تهدف إلى تعزيز التماسك الاجتماعي والقدرة على الصمود من خلال البرامج الثقافية.
أما ليرمان فسيتحدث عن عمله لما يزيد عن خمسة عشر عاماً في تطوير وإعادة تأهيل المواقع التراثية في اليمن، مستعرضاً تحديات الحفاظ على المواقع التاريخية، والتي لا يزال العمل فيها جارياً حتى اليوم رغم مغادرة معظم البعثات الأثرية الأجنبية البلاد.