"العمارة الملكية في عصر البهمانيين في الهند" عنوان المحاضرة التي تقدّمها صاحبة كتاب "متحف بيناكي، أثينا: الخزف الإسلامي القديم" عند السابعة من مساء اليوم الإثنين في "مركز اليرموك الثقافي" التابع لـ "دار الآثار الإسلامية" في الكويت.
تعود فيليون في محاضرتها إلى كتابها الصادر العام الحالي بالاشتراك مع الباحث الأسترالي جورج ميتشل ويحمل عنوان "العمارة الإسلامية في هضبة الدكن الهندية: بوجابور وغولكوندا"، ويشتمل على مسح كامل لجميع المباني التي شُيّدت إبان حكم الممالك المغولية في الشمال الهندي.
المغول القادمون من الشرق، أسّسوا نمطاً في البناء يمزج بين العمارة الإسلامية والفارسية والهندية، بحسب المحاضرة، يحتوي على قباب دائرية الشكل، ومآذن رفيع الزوايا، وقاعات كبيرة والزخرفة التي ازداد الاهتمام بدقائقها وتفاصيلها أكثر، وساد هذا النمط في مناطق حكمهم في الباكستان وأفغانستان أيضاً.
تبرز فيون التي ضمّ كتابها مئات الصور الفوتوغرافية التي التقطتها الفوتوغرافي الإيطالي أنطونيو مارتينيللي، والمخططات المعمارية لمعظم القصور والمساجد والمقابر والبيوت التي تشير بوضوح إلى "دمج الأفكار المحلية والمستوردة، والتقاليد المحلية والإسلامية، وإعادة إنشاء تراث معماري مهيب مع مباني استثنائية على حافة العالم الإسلامي"، وفق الكتاب.
اختيار فترة حكم أسرة البهماني موضوعاً للدراسة، يستند إلى أن أغنى منطقة في الهند بالنسبة إلى تنوّع المنطقة التي حكموها ثقافياً وديمغرافياً، إذ شهدت منذ سبعة قرون تنافساً بين عدد من السلطنات المغولية من جهة، ثم أنها تفاعلت مع تراث معماري أقدم شهده شمال الهند قياساً إلى جنوبه، ثم أن هذه من معظم المعالم التي بنيت وما زالت محافظة على شكلها، خلافاً لحواضر أخرى تنتمي إلى العصر المغولي ذاته لحقها أضرار كبيرة في الصين وبلدان أخرى.
العديد من هذه المعالم لم تجر دراستها من قبل، خاصة في ما يتعلّق بما احتضنته من منحوتات واللوحات الجدارية والنقوش والأرابيسك والرسومات، والتي تشير إلى تطوير الفنون في تلك الحقبة، وازدهار تلك المدن المغولية بسبب وقوعها على خط تجاري مهم ربط شرق آسيا بغربها وأفريقيا وأوروبا بعد أن توقّفت الحروب التي دامت لقرون في وسط آسيا.