"الخال فانيا" لتشيخوف بالمحكية اللبنانية

21 مارس 2019
(تشيخوف)
+ الخط -

عُرضت مسرحية "الخال فانيا" لأنطون تشيخوف أول مرة عام 1889، وهي واحدة من المسرحيات الأربع الطويلة للكاتب الروسي، إضافة إلى "طائر البحر"، و"بستان الكرز" و"الشقيقات الثلاث".

آنذاك حضرها مكسيم غوركي عدّة مرات وكتب عنها؛ "دائماً الخال فانيا، وسأعود إلى مشاهدتها حين أحجز مكاناً. المسرحية تتدفق بالأفكار والرموز ويجعل شكلها منها عملاً أصيلاً لا يمكن مضاهاته".

منذ ذلك الوقت، ظلّ المخرجون والكتّاب المسرحيون يعودون إليها ويقدمونها في مختلف مسارح العالم، فهي عمل لا يبلى موضوعه أو يقدم، الاستغلال والعائلة والمال.

في أجواء ريفية مبنية على حوارات مشحونة مع ظلال من الكوميديا السوداء، يلتقي القرّاء بالبروفسور الدجّال مدعي العلْم سيريبرياكوف وزوجته هيلينا وابنته صونيا وخالها فانيا الذي يدير تركة صونيا من أمها الراحلة زوجة سيريبرياكوف الأولى.

يعود المخرج اللبناني إيلي لحود إلى "الخال فانيا"، حيث يقدّم نسخة بالدارجة اللبنانية حالياً على خشبة مسرح "دوار الشمس" في بيروت، بعد أن انطلقت عروضها أمس وتتواصل حتى الرابع والعشربن من الشهر الجاري.

العمل من تمثيل بيو شيحان، وروميو الورشا، وربيكا لحود، وألكسندرا كرم ، وجنى أبي غصن، وهشام العلي، ومونيتا الجميل.

يبدو موضوع المسرحية مناسباً أكثر من أي وقت مضى، إذ يتناول استغلال الأب المثقف للسلطته كأب وكعالم، حتى ولو بالكذب ليستنزف ثروة ابنته ويواصل بطالته والحصول على دخل بلا علم. وهي حالة من الفساد التي تعيشها المجتمعات المعاصرة على صعيد العائلة والعمل والدولة والسلطة.

العلاقات في المسرحية ليست محسومة، فالخال فانيا وهيلينا يعيشان قصة حب صامتة، والبروفيسور يخدع ابنته وخالها، لكن سيريبرياكوف يمرض ويحضر له فانيا الطبيب آستروف الذي يقع في حب هيلينا بينما تقع صونيا في حبه.

تنتهي المسرحية برحيل سيريبرياكوف مع زوجته بعيداً، وتظلّ صونيا وخالها فانيا وحدهما في الملكية التي ورثتها من والدتها.

دلالات
المساهمون