يسجّل لتظاهرة "24 ساعة مسرح دون انقطاع" انتظامها قرابة عقدين في مدينة الكاف التي تبعد عن تونس العاصمة مئة وسبعين كيلومتراً غرباً، ولا يصل عدد سكانها المئة ألف، ورغم ذلك استطاعت الاستمرار في ظل تراجع الدعم الرسمي لها في السنوات الأخيرة.
في الوقت نفسه، حافظ المهرجان على مستوى معيّن للأعمال المشاركة خلافاً لمهرجانات أخرى اختلط فيها الحابل بالنابل، خاصة تلك البعيد عن المركز، حتى أصبحت تقدّم خلطة فولكلورية عادةً ما يجتمع فيها الغناء والموسيقى والمسرح وفنون أخرى.
تُفتتح الدورة السادسة عشر من التظاهرة صباح بعد غدٍ الجمعة بمشاركة أكثر من أربعين عرضاً مسرحياً من الجزائر وليبيا والأردن والعراق وسورية وإيطاليا وألمانيا وتونس، وتتواصل حتى السابع والعشرين من الشهر الجاري.
تتوزّع العروض على أكثر من فضاء، بعضها ليست قاعات عرض معتادة مثل السجن المدني ودار المسنيين ومراكز الإدماج الاجتماعي وحي أحمد الشربشي وبرنوصة وبعض المناطق الحدودية في ولاية الكاف، وتُفتتح بمسرحية الأطفال "عمي رازي" ورشة في فن العرائس وأخرى في الألعاب الدرامية، إضافة إلى عرض فيلم "الأزمنة الحديثة" (1936) لـ تشارلي تشابلن.
تكرّم الدورة الحالية عدداً من المسرحيين منهم أنور الشعافي وعزيزة بولبيار وليلى طوبال، كما تنظّم ندوة فكرية في الخامس والعشرين من الشهر الجاري بعنوان "المسرح والتكنولوجيا الوسائطية: تجديد للخبرة الجمالية أو تقليص لدرامية النص؟" يتحدّث خلالها رياض شهيد الباهلي من العراق، وأحمد ابراهيم حسن من ليبيا، وكمال العابد وأنور الشعافي ومنذر شفرة من تونس.
من بين العروض المشاركة "بوح امرأة" وهي مونودراما من إخراج وتمثيل الفنانة الأردنية دلال فياض، و"طلاق دون زواج" لـ وليد بوشباح من الجزائر، و"شعواط" لـ أكرم وليم من العراق، و"النافذة" لـ مجد فضة من سورية، و"مسخ" لـ عز الدين المهدي من ليبيا.
وتحضر من تونس عدّة مسرحيات منها "المجنون" لـ توفيق الجبالي، و"ألهاكم التكاثر" لـ نجيب خلف الله، و"الشقف" لـ سيرين قنون ومجدي أبو مطر، و"ريتشارد الثالث" لـ نور الدين العاتي، و"نساء في الحبّ والمقاومة " لـ فتحي العكاري، و"أو لا تكون" لـ أنور الشعافي، و"بين البينين" لـ حاتم حشيشة، و"حديث الأجبال" لـ الهادي عباس، و"الفصل الأخير" لـ سمير العباسي.