يُبرز برنامج الموسم الحالي الذي أطلقته "أوركسترا قطر الفهارمونية" بمناسبة ذكرى تأسيسها العاشرة، تنوّعاً كبيراً في تقديم معزوفات تنتمي إلى حقب زمنية مختلفة من الكلاسيكيات العالمية، إضافة إلى تأديتها مقطوعات مختارة من الموسيقى العربية بمدارسها المتعدّدة.
على مسرح "دار الأوبرا" التابعة لـ "المؤسسة العامة للحي" الثقافي" (كتارا) في الدوحة، تقيم الأوركسترا حفلاً عند السابعة والنصف من مساء الجمعة المقبل، الخامس عشر من الشهر الجاري، تؤدي خلاله مقطعاً من "السيمفونية 88" للمؤلّف النمساوي فرانز جوزيف هايدن (1732 – 1809)، و"السيمفونية الخالية" للمؤلّف الفرنسي هيكتور بيرليوز (1803 – 1869)، بقيادة المايسترو الألماني ديفيد نيمان.
في عام 1787، أنهى هايدن عمله على سيمفونيته التي تحمل رقم 88 من دون عنوان يرتبط باسم مدينة أو حادثة معينة إلا إنها تعدّ من أشهر أعماله، وتتكوّن من أربعة مقاطع تُعزف على آلات نفخية مثل الناي والأبوا والباصون والأبواق والترومبيت، وطبل التيمباني والغيتار والبيانو.
تُظهر سيمفونياته الأخيرة تأثّراً واضحاً بأسلوب موتسارت والذي بدوره تأثّر برباعيات هايدن الوترية فطلب منه أن يكتب له بعض الأعمال التي قدّمها في باريس ولندن، والتي تبرز التباين الأساسي بينهما، حيث اهتمّ الأول باللاصوت الذي يحمل العديد من الإشارات الفلسفية، بينما ركّز الثاني على النوتة باعتبارها تتالٍ صوتي بلا فواصل صامتة.
خلال الفترة ما بين 1870 و1890، ألّف صاحب "الفصول" معظم سيمفونياته التي لاقت انتشاراً واسعاً، رغم أنه أمضاها برفقة الأمير الهنغاري نيكولاوس إستيرازي الذي كان يرافقه في جولاته ورحلاته الطويلة، وقد كانت موسيقاه تُؤلّف بناء على طلب الأمير المعروف بتقلّب المزاج الدائم.
النصف الثاني من الحفل سيكون مع "السيمفونية الخالية" لبيرليوز ، والتي تعدّ من أشهر مؤلّفاته أيضاً وكتبها عام 1830، ويعبّر فيها عن اليأس وخيبة الأمل نتيجة علاقة حب فاشلة عاشها مع إحدى الفنانات، وهي مؤلّفة من خمس حركات.
تحاكي الحركة الأولى اللقاء الأول والوقوع في الحب، وتمضي الثانية في تخيّل المحبوبة التي سيصادفها في حفل راقص، وتتناول الثالثة مشهد انتظار المحبوبة وسط الحقول، والتي لن تأتي بطبيعة الحال، فتعبّر الحركة الرابعة عن حالة اليأس، وتُختتم الحركة الخامسة بحلم تتحوّل فيه المحبوبة إلى كائن شرير يطارده بين القبور، باعتبارها لعنة أو عذاباً أبدياً.