معتصم الكبيسي.. منحوتات تقاوم آلة القتل

04 ديسمبر 2019
(من المعرض)
+ الخط -

لم يتوقّف النحّات العراقي معتصم الكبيسي (1968) منذ الاحتلال الأميركي لبلاده عام 2003 عن تقديم منحوتات برونزية تبدو رؤوسها مقطوعة أو مهشّمة، تمارس الاحتجاج على طريقتها في مواجهة العبث والجنون، وهي أيضاً جزء منه تشعر بالرعب والخوف أو تشارك في ما يحدث حولها.

قدّم تلك المشاهد بأحجاوم وتنويعات مختلفة، متشاركاً في ذلك مع العديد من التعبيرات الصارخة التي قدّمها فنانون عراقيون في لحظة كان الاتجاه نحو المباشرة يُعدّ مجازفة كبرى بالفني والجمالي، لكن استطاع كثير منهم أن يحقق تلك المعادلة الصعبة، ويقترح أعمالاً ستبقى وثيقة بصرية على الفاجعة، وتحتفظ بقيمتها الفنية أيضاً.

حتى الحادي والثلاثين من الشهر الجاري، يتواصل في "غاليري أجيال" ببيروت معرضه الجديد "آخر الجنرالات" الذي افتُتح مساء أمس الثلاثاء "في ضوء الاحتجاجات المستمرّة في لبنان والعراق"، بحسب بيان الغاليري الذي يستضيف سلسلة أعمال تعكس ممارسة الكبيسي الفنية خلال العقدين الأخيرين.

ويشير البيان إلى أن المعرض يضمَ "تماثيل برونزية صغيرة نسبياً لشخصيات في أوضاع كاريكوتيرية ممتلئة الجسم، ومشوهة، وخبيثة، وسخيفة منذ غزو العراق، حيث أصبح عمل الفنان، مثلما حياته الشخصية، يستند إلى مواجهة طغيان آلة القتل.

تبدو هذه الكائنات المشوهة مستمّدة من الواقع الذي يعيشه؛ حيث كان يقيم في بغداد لحظة دخول جيش الاحتلال، فبدأ مشروعه في تصوير الانحطاط لدى جنرالاته المسلّحين بأدوات الخراب والتدمير، فجاءت منحوتاته ضخمة الشكل ومنتفخة البطون والأوداج، ترتدي قبّعات في محاولات لإخفاء تشوهاتها، ولا تذكّر هيئاتها وأجسادها إلا بأشباح الموت.

في منحوتات أخرى، يظهر الجنرال بذيل يؤشّر على حيوانيته التي لا همّ لها سوى مزيد من النهب وإراقة الدم، أو مستلقياً لا همّ له سوى تحسّس شبعه، أو مجتمعاً مع جنرالات آخرين يدقّون طبول حرب جديدة.

يُذكر أن الكبيسي حاز على درجة البكالوريوس في التشكيل من "كلية الفنون الجميلة" في بغداد عام 1992، وأقام عدّة معارض فردية في العراق وخارجه، مستخدماً خامات متعدّدة، أهمها الطين والحجر والبروتز والخزف.

المساهمون