"الخط العربي": نماذج من حروفيات مغاربية

18 ديسمبر 2019
طالب محمود/ الجزائر
+ الخط -

تحيل معظم المؤسسات الثقافية في العالم العربي تصوّراتها حول اللغة العربية إلى ثيمات تراثية تتعلّق بالخط والزخرفة والفنون الإسلامية، أو إلى موضوعات تتعلّق بالشعر أو الفصاحة والبلاغة والبيان، وكأن القائمين عليها لا يرون صلة بين لغتهم وبين الحاضر أو المستقبل.

ويبرز ذلك بشكل خاص عند الاحتفاء باليوم العالمي للعربية، الذي أقرّته الأمم المتحدة عام 1973. ولعل ذلك ينطبق بشكل ما على المعرض الذي افتتح الأحد الماضي في "المتحف العمومي الوطني/ أحمد زبانة" في مدينة وهران الجزائرية، ويتواصل حتى الحادي والثلاثين من الشهر الجاري، بالتعاون مع "جامعة وهران/ أحمد بن بلة" ودار الثقافة و"المتحف الوطني للخط الإسلامي لتلمسان"، ويضمّ مقتنيات وظّفت الحروفيات من حقب تاريخية مختلفة.

تقام التظاهرة تحت شعار "الخط العربي تاريخ وفن وإبداع: الخط المغربي نموذجاً"، وتُعرض فيها مجموعة من النقود المحفوظة في المتحف والمكتوبة بخط "الثلث المغربي"، الذي يُسمّى أيضاً بـ"الخط المشرقي" أو "المشرقي المتمغرب" ويمتاز بإمكانياته غير المحدودة على التشكّل والتداخل والتركيب، ويعود تاريخ صكها إلى فترات مختلفة منها التواجد العثماني (أيالة الجزائر) كالفضية والريال والدرهم والتي نُقشت عليها آيات قرآنية.

إلى جانب نماذج من العملات التي صُكّت خلال فترة الدولة التي أقامها الأمير عبد القادر (1832 - 1847) وتظهر عليها كتابات بالخط النسخي المغربي، والدويلات "السعدية" و"الموحدية" و"المرينية".

وتتضمّن المعروضات العديد من المسكوكات الفضية والنحاسية والذهبية، وفي أغلبها دنانير و"ضعف بوجو" والتي تصنّف من العملات القديمة وضُربت بـتاقدمت (تيارت)، وفي تلمسان وفي سجلماسة (المغرب)، و"تبرز جماليات الخط المغربي الذي تحدث عنه ابن خلدون في كتابه المقدمة"، بحسب بيان المنظّمين.

كما تُعرض بعض الملصقات التي تبرز نسخاً مصوّرةً تعود إلى القرون الثاني عشر والخامس عشر والثامن عشر ميلادية، منها ما تعلق بأجزاء من القرآن الكريم، وشرح لبعض المصطلحات الطبية والصيدلية والتي استعمل فيها الخط المغربي.

ويشتمل المعرض أيضاً على مجموعة من اللوحات الفنية للفنان التشكيلي طالب محمود، والتي يمزج فيها تقنية النحت مع فن الرسم ودراسات أشكال اللوحات في التجريد وفن الخط، بالإضافة إلى ورشة حول الخط العربي للأطفال.

المساهمون