يحتدم النقاش حول إمكانية التقنيات الرقمية الحديثة إنتاج أعمال فنية يفوق مستواها ما يبدعه الفنانون والمصمّمون والنحاتون، بالنظر إلى قبول مزدات الفن وصالات العرض العالمية لتصاميم ولوحات أُنتجت رقمياً، ووجدت أيضاً مقتنين لها مقابل مئات آلاف الدولارات.
ومع تصاعد الجدل الحاد بين من يعتبر هذه "الفنون" مجرّد أعمال خالية من الجمال الحقيقي والروح الإنسانية، وبين من يعتقد أنها ستجد تقديرها المناسب في غضون وقت قريب، بدأ الباحثون يركّزون على قضايا تقصيلية نسبة الإبداع أو الابتكار الذي تقدّمه هذه الأعمال بعد مقارنات دقيقة ومعقدة مع تاريخ الفن التشكيلي الذي تطوّر خلال مئات السنين.
في هذا السياق، تنظّم "جامعة حمد بن خليفة" في الدوحة عند التاسعة والنصف من مساء الإثنين المقبل، الحادي عشر من الشهر الجاري، يوماً دراسياً بعنوان "هل الفن الناتج عن الذكاء الاصطناعي فنٌ بالفعل؟" بمشاركة عدد من المتخصّصين والباحثين في الفنون والعلوم والتكنولوجيا.
يشير بيان المنظّمين إلى أن العلماء والفنانين والمصممين وخبراء الإعلام والمبدعين في مجال الأعمال والتكنولوجيا يستكشفون، اليوم، الاستخدامات المحتملة للذكاء الاصطناعي؛ لتمكين الآلات من المساعدة في إنتاج محتوى مرئي مبدع، مثل الدعاية أو تصاميم المنتجات أو حتى اللوحات.
ويوضح أن "إنتاج المحتوى الفني يعدّ تحدياً كبيراً؛ نظراً للتعقيدات المشتركة المنوطة بالاعتبارات الجمالية والثقافية والسياقية والتصورية"، مضيفاً أنه "في هذا النقاش، يقدّم المشاركون أحدث الآراء ووجهات النظر والتقنيات والأعمال، حول كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في ابتكار أعمال فنية أصلية وجمالية وذات محتوى مهم لفائدة الأعمال الفنية المرئية والمشاريع الثقافية".
يلفت البيان أيضاً إلى أنه "من المثير للجدل، أن هذه الإنجازات ربما تعيد تشكيل مفاهيمنا المعتادة حول الفن والمشاهد الطبيعية لمجتمعات الفن ذات الصلة، وحتى إثارة القضايا الجدلية حول تعريف الفنون، والملكية، والقيم، والأخلاق، وما إلى ذلك"، ما يطرح تساؤلاً أساسياً: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصنع فناً؟ وهل يعتبر الذكاء الاصطناعي صديقاً أم خصماً للإبداع الإنساني؟".
يلقي جيمس شي، الأستاذ الزائر في كلية العلوم والهندسة بالجامعة، كلمة افتتاحية بعنوان "ماذا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدمه للفن اليوم وفي المستقبل؟"، ثم تعقد الحلقة النقاشية الأولى بعنوان "هل يُعد ما يقدمه الذكاء الاصطناعي فناً؟ تأثير ذلك على المحددات والثقافات الفنية"، يشارك فيها الباحثان جوزيليا نيفيش وبهاء الدين أبو دية، إلى جانب جيمس شي.
"كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي والتقنيات الأخرى التجارب الفنية لجمهور المتابعين، وخاصة الأقليات وذوي الاحتياجات الخاصة؟" عنوان الحلقة النقاشية الثانية التي يتحدّث خلالها الباحثون دينا آل ثاني وأشرف عثمان وجوزيليا نيفيش، ويعقبها تقديم ملاحظات ختامية.