تعد مدينة سجلماسة التاريخية اليوم، من أبرز المواقع الأثرية في المغرب، وتقع سط واحة كبيرة جنوب الأطلس الكبير، وعود هذه المكانة إلى أن سجلماسة كانت ثاني مدينة إسلامية تشيد بالمغرب الإسلامي بعد مدينة القيروان في تونس الحالية، والأولى في النغرب بحدوده الحديثة.
ازدهرت سجلماسة منذ تأسيسها في القرن الثامن الميلادي وبحكم موقعها الاستراتيجي كانت مركزاً لكل المدن التي تحيط بها قبل أن تصبح إقليماً متميزاً تابعاً لإمبراطوريات وممالك المغرب المتلاحقة.
تذكر المدينة تاريخياً بتنوعها الاقتصادي في الزراعة والحرف والصناعات وهي مسألة جعلتها تحتوي على خليط عرقي متنوع يقال إنه كان نادراً في تلك الحقبة من الزمن.
وبالنظر إلى أهميتها بالنسبة إلى تاريخ المغرب، انطلقت صباح اليوم أعمال مؤتمر "جامعة مولاي علي الشريف"، وتناول الدورة الرابعة موضوع "سجلماسة والبعد الإفريقي للمغرب عبر التاريخ". المؤتمر الذي يتواصل ليومين في "قصر بلدية الريصاني" يتضمن مشاركات من باحثين ومؤرخين ينتمون إلى مختلف المؤسسات الجامعية ومراكز البحث المغربية.
يعرض خلال المؤتمر شريط وثائقي حول "سجلماسة" كما ينظم معرض للصور التاريخية حول "البعد الإفريقي للمملكة المغربية"، إضافة إلى معرض كتب يضم الكتب والمنشورات الخاصة بالدولة العلوية.
من عناوين الأوراق المشاركة: "مكانة سجلماسة وقصورها في المسالك التجارية الأفريقية" للباحث امبارك بوعصب، و"إسهام حضارة سجلماسة في التواصل الحضاري مع إفريقيا" للأكاديمي منير البصركي، و"إشكاليات تأسيس المدن في الغرب الإسلامي خلال العصر الوسي" للباحث المحجوب قدار.