كوسوفو... نافذة ثقافية على البلقان ومنها

01 نوفمبر 2019
(رمضاني والأرناؤوط وآل محمود في الندوة)
+ الخط -

تبدو بعض بلدان العالم العربي في السنوات الأخيرة أكثر انتباهاً إلى ثقافات وآداب البلاد التي يجمعها بها جوار وعلاقات تاريخية، كأنما هي بداية لكسر هيمنة المركزية الغربية على انشغالاتنا الثقافية. وهو الأمر ذاته في بلدان الجوار نفسها؛ ومنها بلدان منطقة البلقان، وخصوصاً كوسوفو التي تنشط بعض مؤسّساتها الثقافية على مستوى العلاقة مع العالم العربي.

في هذا السياق، تندرج الندوة التي أقامها "الملتقى القطري للمؤلّفين" في الدوحة مؤخراً بعنوان "جهود كوسوفا في تعزيز الثقافة العربية من خلال الترجمة"، بمشاركة كتّاب وباحثين من قطر وكوسوفو.

الندوة التي أُقيمت على هامش زيارة وفد من "معهد الدراسات الشرقية" في عاصمة كوسوفو، برشتينا، شارك فيها كلٌّ من مدير المعهد، الباحث محمد م. الأرناؤوط، والمترجم أيوب رمضاني، والكاتب عبد العزيز آل محمود، إلى جانب مريم ياسين الحمادي، مديرة "الملتقى القطري للمؤلّفين"، وفاطمة الرفاعي من "دار لوسيل للنشر".

وتطرّق آل محمود، الذي أدار الندوة، إلى دور "معهد الدراسات الشرقية" وجهوده في تعزيز الثقافة الشرقية والاهتمام باللغة العربية، بوصفها رمزاً للهوية العربية والإسلامية.

من جهته، تحدّث الأرناؤوط - وهو أحد أبرز الباحثين الذين يعملون على التقريب بين الثقافتين العربية والألبانية - عن اهتمام المركز بكلّ الدراسات الشرقية، ومن ضمنها اللغات الشرقية، قائلاً إنّ المؤسّسة تعمل على ترجمة أعمال أدبية وعلمية وفكرية من العربية إلى الألبانية، معترفاً في الوقت نفسه بأنّ الترجمة من العربية لا تزال بحاجة إلى مزيد من الجهود، بالنظر إلى رصيدها الأدبي الكبير.

وفي هذا السياق، أشار المتحدّث إلى أنَّ المعهد وضع خطّةً للترجمة خلال سنة 2019، بهدف "تعريف الطلّاب والباحثين والمختصّين بالإرث الأدبي للغة العربية"، كان من نتائجها نقل عشر كتبٍ عربية تتوزّع بين الشعر والرواية والقصّة والدراسات الأدبية والنقدية، من بينها رواية "القرصان" لعبد العزيز آل محمود.

من جهته، اعتبر أيوب رمضاني، مترجم رواية "القرصان"، أنَّ للكتابة الأدبية والترجمة هدفاً واحداً، مضيفاً أنَّ أكثر ما شجّعه على الاهتمام بالترجمة من العربية هو "الارتباط الوثيق بين الأدبَين العربي والألباني، نتيجةً للتاريخ الوثيق الذي يربط الألبان بالبلاد العربية".


ترجم أيوب، أيضاً، عدداً من أعمال الروائي الفلسطيني غسان كنفاني. وعن ذلك يقول: "كان التشابه في المعاناة بين الشعبين سبباً لترجمتي أعماله". أمّا عن رواية "القرصان"، فيقول إنّها "تسرد تاريخاً وتكشف معلومات جديدة، لم تكون معروفة من قبل، وقد لقيت إقبالاً كبيراً".

أمّا مريم ياسين الحمادي، فتحدّثت عن سعي "الملتقى القطري للمؤلّفين"، وهو هيئة ثقافية جديد تابعة لوزارة الثقافة القطرية، إلى توسيع شراكات مع جهات ثقافية مختلفة، وتعزيز اللغة العربية وإثراء الحقل الثقافي من خلال النشر والترجمة والتبادل الثقافي.

واعتبرت ياسين الحمادي حضور "معهد الدراسات الشرقية" في كوسوفو في الملتقى مناسبةً للتعرّف على الآخر، مضيفةً أن ترجمة رواية "القرصان" تُسهم في تعريف القارئ الألباني بالثقافة العربية عموماً، والقطرية خصوصاً.

يُذكر أنّ الترجمة الألبانية للرواية كانت قد أُطلقت في الدوحة قبل أيام، بعد إطلاقها في كوسوفو مؤخّراً.

المساهمون