ينظّم "نادي الكتاب المعماري" عند الخامسة والنصف من مساء اليوم الثلاثاء في مكتبة نقابة المهندسين في عمّان، محاضرة للباحث والمعماري الأردني سامر بقاعين يتحدّث خلالها حول كتابه "التجديد المستدام للمواقع العسكرية السابقة" الذي صدر عام 2016 بمشاركة الباحثة البريطانية سيلسا كلارك ومعماريين آخرين.
يسعى الكتاب إلى تحليل التغيير المعقد في استخدام الأراضي في جميع أنحاء العالم بحثاً عن مستقبل مستدام لتلك المواقع التي كانت مخصصة سابقاً لأغراض الدفاع العسكرية، وأصبحت الآن زائدة عن الحاجة ويتم التخلّص منها وإعادة تطويرها.
يشير المؤلّفون إلى أن المتطلبات العسكرية الجديدة للتحديثات المتسارعة تفرض اللجوء إلى موارد مختلفة تماماً عن المواقع الثابتة الواسعة التي أقيمت خلال فترة الحرب الباردة، مما سيخلّف مساحات شاسعة من الأراضي والمباني تستدعي التفكير باستخدامات جديدة لها.
يستعرض الكتاب آليات الانتقال بهذه المواقع المعقدة والملوثة والمعزولة والمثقلة بالتراث والموجودة في أماكن بعيدة أو حتى نائية عن المراكز الرئيسية، من الإشغال العسكري إلى المدني والذي لن يكون سهلاً، لافتاً إلى أن هناك القليل جداً من التحليل المنهجي للمرحلة التي تلي إغلاق القواعد.
يوضّح بقاعين في محاضرته أن المجتمعات المحلية والحكومات والمطورين والمخططين تُركوا أمام مهمة ترتيب استخدام الأراضي، وتأسيس هياكل الشراكة في ما بينها، ووضع استراتيجيات التمويل غير مجرّبة من قبل، في سبيل تجديد هذه المواقع.
يحتوي الكتاب على اثنتي عشرة حالة دراسية موزّعة على بلدان عديدة منها هولندا والصين والولايات المتحدة وتايوان وبريطانيا، قام أصحاب العلاقة المشاركون في هذا العمل بكتابة دراسات تمّكن أصحاب المصلحة المتعدّدين في مشاريع مشابهة من اكتشاف فرص فريدة لإعادة الاستخدام والتعلذم من تجارب الآخرين في التجديد الناجح لاستخدام الأراضي العسكرية.
تركّز الدراسات على مواضيع عدّة مثل الديمقراطية والمواقع العسكرية، واستخدام الفن لغايات غير الحرب، والمجتمعات الجديدة في المواقع القديمة، وتجديد المطارات العسكرية المهجورة في الصين، والتنوع في تحويل مواقع الدفاع إلى حياة مدنية جديدة.
يُذكر أن سامر بقاعين يحمل درجة الدكتوراه في العمارة والتخطيط الحضري، وساهم في العديد من الكتب والدراسات في مجال تخصّصه منها "ما وراء المجتمعات المسوّرة" (2015)، و"المجتمعات المسوّرة: الاستدامة الاجتماعية في التطورات المعاصرة والتاريخية" (2010).