يعود الكاتب المصري صلاح سالم في صالون "علمانيون" عند السابعة من مساء اليوم في القاهرة إلى عمل الكاتب المصري زكي نجيب محمود في محاضرة تحت عنوان "النظرة النقدية في الفكر العربي المعاصرة".
يتناول المحاضر عدة مؤلفات تطرّق فيها محمود (1905-1993) إلى الثقافة والفكر العربي متفحّصاً وناقداً لها وفي معظم الوقت غاضباً عليها، وعلى رأسها كتاب "تجديد في الفكر العربي"، إلى جانب كتب "المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري"، و"ثقافتنا في مواجهة العصر"، و"مجتمع جديد أو الكارثة"، و"في تحديث الثقافة العربية".
سؤال الفكر العربي لطالما شغل محمود الذي يقول في كتابه "تجديد الفكر العربي" إن السؤال الذي ألح عليه طيلة حياته هو "سؤال طرح نفسه على المفكر العربي منذ أوائل القرن الماضي وظفر منه بإجابات تتفاوت إيجازاً وإطناباً، وضوحاً وغموضاً، صواباً وخطأ".
ويتابع "مع ذلك لم يكن بين تلك الإجابات إجابة نحس معها بأنها هي التي تقطع الشك باليقين، أما هذا السؤال فهو الذي يَسأل عن طريق للفكر العربي المعاصر يضمن له أن يكون عربياً حقاً ومعاصراً حقاً، إذ قد يبدو أن ثمة تناقضاً أم ما يشبه التناقض بين الحدين".
في الكتاب دعوة إلى انتفاضة في مجالات الفكر بدءاً من اللغة وليس انتهاء بالفلسفة، وكان يرى أن في أحادية النظرة والأفكار والتصورات المسبقة والخرافات تقف حائلاً أمام نضوج الثقافة.
ويرى محمود أن "مشكلة المشكلات في حياتنا الثقافية الراهنة ليست هي: كم أخذنا من ثقافات الغرب وكم ينبغي لنا أن نزيد، وإنما المشكلة في الحقيقة هي: كيف نوائم بين ذلك الفكر الواحد الذي بغيره يفلت منا عصرنا أو نفلت منه، وبين تراثنا الذي بغيره تفلت منا عروبتنا او نفلت منها؟"، مضيفاً "كيف السبيل الى ثقافة موحدة متسقة يعيشها مثقف حي في عصرنا هذا، حيث يندمج فيها المنقول والأصيل في نظرة واحدة؟".
محمود درس الفلسفة لندن ومنها نال الدكتوراة عن أطروحته "الجبر الذاتي"، وكان في كتاباته في مجلة "الفكر المعاصر" (التي أسسها وكتب فيها كثير من المقالات التي تحولت لاحقاً إلى كتب)، يمزج الفلسفة بالأدب، ويجعل الفلسفة قريبة من القارئ العادي، درس وعمل في عدة مدن من بينها جامعة "بولمان" في واشنطن، و"كولومبيا" في كارولينا، وجامعة الكويت، والقاهرة.
من أهم كتبه "المنطق الوضعي" و"خرافة الميتافيزيقا" و"نحو فلسفة علمية"، وله بعض الأعمال الأدبية مثل "الكوميديا الأرضية"، و"جنة العبيط" وغيرها. كما ترجم إلى العربية مع آخرين كتاب "قصة الحضارة" من تأليف المؤرخ الأميركي ويل ديورانت وزوجته أريل ديورانت.