أحلام مغاربية بمسرحية مشتركة

30 يوليو 2018
لطيفة إيش أخش/ المغرب
+ الخط -

في تشرين الأوّل/ أكتوبر 2014، وبعد أشهر قليلةٍ من تعيينه مديراً لـ "المسرح الوطني التونسي"، أسّس الفاضل الجعايبي فضاءً تكوينياً في مجال الفنّ الرابع باسم "مدرسة الممثّل". تُقدّم المدرسة دوراتٍ تدريبية وورش عملٍ في مختلف الفنون المسرحية، يُؤطّرها أكاديميّون ومسرحيّون تونسيّون، ضمن موسمٍ دراسي يستمرّ تسعة أشهر.

ويبدو أن التجربة، التي تدخل عامَها الخامس في الخريف المقبل، ستكون نقطة انطلاقٍ لتجربتَين مشابهَتين في المغرب والجزائر؛ إذ كشف كلٌّ من الجعايبي، ومدير "المسرح الوطني الجزائري" محمد يحياوي، وممثّل وزارة الثقافة والاتصال المغربية عبد الحق أفندي، في مؤتمرٍ صحافي عقدوه في الجزائر العاصمة مؤخّراً، عن العمل على إطلاقِ فضاءيَن مماثلَين في المسرحَين الجزائري والمغربي، يحملان الاسم نفسه.

يهدف الفضاءان الجديدان إلى تنظيم دورات تدريبية قصيرة الأمد موجّهة إلى الفنّانين والتقنيّين المسرحيّين، في "محاولةٍ لسدّ فجوةٍ في مجال التدريب الذي ظلّ غائباً عن المسرح لسنوات طويلة"، كما يقول يحياوي في حديثٍ إلى "العربي الجديد".

يأتي المقترَح ضمن سلسلة مقترحات لإنشاء فضاء مسرحي مغاربي، بهدف "تعزيز التعاون بين بلدان المغرب العربي في مجال الفن الرابع"؛ من بينها: إنتاجُ مسرحيةٍ مشتركةٍ بين المسارح الثلاثة كلّ سنة، وعرضُها بشكلٍ دوري ضمن جولاتٍ في كبريات مدن كلّ بلد، وأيضاً تنظيم لقاءات دورية بين مسرحيّي البلدان الثلاثة.

لعلّ أبرز المقترحات، ذلك الذي يتعلّق بإنشاء "مهرجان المسرح المغاربي" الذي يُنتظَر أن تحتضن الجزائر دورته الأولى العام المقبل، على أن يُنظَّم كلّ سنةٍ في بلدٍ مغاربي مختلف.

هل هي مجرّد مقترحات أم أنها قراراتٌ ستدخل حيّز التنفيذ في وقتٍ قريب؟ يُجيب يحياوي عن سؤال "العربي الجديد" بالقول "إن المقترحات سترى النور ابتداءً من الثلاثي الأوّل من السنة المقبلة؛ حيثُ ستكون البداية مع المهرجان المسرحي"، مُضيفاً أن "تونس والمغرب ستحتضنان دورتيه الثانية والثالثة، على أمل توسيعه ليشمل كلّاً من ليبيا وموريتانيا في مرحلةٍ مقبلة".

لكن، هل ستنجح التظاهرة الجديدة في الصمود بينما يشهد عددٌ غير قليلٍ من التظاهرات المسرحية الوطنية تعثّراتٍ، في السنوات الأخيرة، بسبب سياسة التقشّف وشحّ التمويل الحكومي في الجزائر، أو تعطيلات مختلفة أخرى في تونس والمغرب.

يردّ يحياوي قائلاً إن كلَّ مسرحٍ سيتولّى تنظيم دورته اعتماداً على استراتيجيته الخاصّة: "لا ينبغي أن تتحوّل الميزانية إلى عائقٍ في وجه الحركة المسرحية. سنعتمد على إمكانياتنا، إضافةً إلى مساهمات المموّلين ووزارة الثقافة... سنُقدّم طلباً للوزارة لتمويل المهرجان، ولا نتوقّع منها ردّاً سلبياً". يضيف في هذا السياق: "اتفقنا أن يتولّى المسرح المستضيف الجانب التنظيمي، ويتولّى الضيفان المسائل المتعلّقة بمسرحيّيه المشاركين من نقل وإقامة وغيرهما. وهذا سيُخفّف التكاليف على الجميع".

دلالات
المساهمون