"الأطفال الجزائريون اللاجئون إلى تونس": ذاكرة فوتوغرافية

20 مايو 2018
(من المعرض)
+ الخط -

يقيم "المركز الثقافي الجزائري" في باريس، حالياً، معرضاً فوتوغرافياً تحت عنوان "الأطفال الجزائريون اللاجئون إلى تونس (1957-1962)" يتواصل حتى مساء الجمعة، 25 من الشهر الجاري.

يضم المعرض صوراً وثائقية تؤرخ لنزوح ولجوء آلاف الأطفال من الجزائر إلى تونس، هرباً من عنف المستعمر الفرنسي في سنوات ثورة التحرير، وتصور اجتيازهم للحدود بين البلدين، والكيفية التي جرى استقبالهم بها من قبل الصليب الأحمر.

يقول بيان المعرض إن "الرعاية التي تلقوها على يد نخبة من المجتمع التونسي سمحت بإدماج هؤلاء الأطفال على نحو سريع".

الصور المعروضة هي النسخ الأصلية وقد عثر عليها بالصدفة، أثناء تنظيم معرض آخر حول العلاقة التاريخية بين تونس والجزائر، حيث عثر عليها في أرشيف أحد أبرز رواد التصوير الجزائري، الفوتوغرافي محمد كواسي (1922-1996).

وكان كواسي قد قضى عدة سنوات في تونس بعد أن انضم إلى قيادة جبهة التحرير الوطني، وأثرت هذه السنوات على عمله في التصوير. وعرفت مجموعة من الصورة التي التقطها للأطفال الجزائريين بعنوان "مجموعة أيتام الحرب"، وهي صور التقطها على الحدود بين تونس والجزائر، كما أن لديه مجموعة بعنوان "أقسام الدراسة" وفيها صورهم وهم يتعلمون، فيظهرهم بتعابير متناقضة تجمع بين الهلع من الحرب والتشرد والأمل في العودة والمستقبل.

ووفقاً لما جاء في بيان المعرض، فإن 120 ألف لاجئ جزائري دخلوا إلى تونس، وأن 50% منهم كانوا أقل عمراً من 15 عاماً، وقد جمعت شهادات مئات منهم ووثقت في كتاب حمل عنوان "أطفال الجزائر"، وهو كتاب لم يحظ بالعرض كثيراً وقلما أتيحت فرصة الاطلاع عليه، من هنا تأتي أهمية تقديمه خلال المعرض.

يترافق المعرض وتوفير الكتاب لزائريه، مع طاولتين مستديرتين الأولى، عند الخامسة من مساء الجمعة المقبل، تحت عنوان "الأطفال الجزائريون اللاجئون إلى تونس" ويتحدث فيها كل من نيل أندرسون وميشيل أجييه ونادية شعبان.

أما الندوة الثانية، فبعنوان "ولادة الصليب الأحمر الجزائري" وتتحدث فيها فاطمة بناسكي لانكو، وفردريك برون.

يذكر أن المعرض يضم أيضاً بعض الرسومات التي أنجزها الأطفال في تلك السنوات، وما زالت مؤرشفة إلى اليوم.

المساهمون