"الآباء بعيون السينما": خمس قصص عالمية

28 ابريل 2018
مشهد من فيلم "العودة" لـ أندري زفياجينتسيف
+ الخط -

تحت عنوان "الآباء بعيون السينما" تختتم غداً سلسلة العروض التي اختارت "مؤسسة الدوحة للأفلام" تقديمها في برنامج يتناول صورة الأب في السينما وكيف تظهر روح الأبوة بعدسات الكاميرا السينمائية التي تنتمي إلى ثقافات ومرجعيات مختلفة.

العروض التي انطلقت في "مسرح متحف الفن الإسلامي" أول أمس، الخميس، تتضمن خمسة أفلام روائية طويلة (من بينها أعمال حازت جوائز عالمية) موضوعها الأساسي هو الأسرة وعلاقتها بالنظام الاجتماعي والسياسي المحيط بها.

مساء اليوم السبت يعرض أحد أهم الأفلام الخمسة المبرمجة، وهو "الابن سر أبيه" للمخرج الياباني هيروكازو كوري إيدا، الذي رشح لجائزة "السعفة الذهبية" في دورة "مهرجان كان" لسنة 2013.

على الرغم من غرابة الواقعة التي يتعامل معها الفيلم لكن غلبت عليه السلاسة والعذوبة في الصورة والسرد، حيث تدور القصة حين يتم إخبار عائلتين أن ابن كل منهما الذي يبلغ السادسة، قد جرى التبديل بينه وبين ابن العائلة الأخرى لحظة الولادة، حيث يختبر الفيلم مشاعر عميقة وقاسية جداً حين تفكر العائلتان باستبدال الولدين من جديد، فتطرح الأسئلة الكبرى حول ما الذي يجعل الأب أباً لهذا الطفل أو ذاك، هل هي العلاقة التي جمعت الأسرة ستة أعوام بهذا الطفل، أم الجينات؟

مساء اليوم أيضاً يعرض فيلم الكرتون الأميركي "السيد فوكس الرائع"، للمخرج ويس أندرسن، والذي ظهر عام 2009، بعد أن استلهمت قصته من رواية روالد دال، حيث تدور الأحداث حول السيد والسيدة فوكس اللذين يعيشان مع ابنهم آش إلى أن يأتي قريبهم الصغير كريستوفر للعيش معهم وتنتقل العائلة إلى مكان خطر ويبدأ الصراع في حي خطر.

أما مساء غد الأحد، فهناك موعد مع فيلم "العودة" للمخرج الروسي أندري زفياجينتسيف، الفيلم الذي فاز بجائزة الأسد الذهبي في "مهرجان البندقية السينمائي" عام 2003، ويدور حول عودة الأب إلى عائلته المكوّنة من ولدين إيفان وآندري، بعد 12 عاماً من الغياب.

وينفجر الحدث صباح اليوم الذي يلي عودة الأب، حين يقرر الأخير اصطحاب الطفلين إلى رحلة صيد سمك، باعتبارها فرصة تعارف سرعان ما تنقلب إلى صراع وعداء ينتهي بموت الأب.

يذكر أن العروض كانت قد بدأت، أول أمس، مع فيلم المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر "واجب"، وهو عمل من إنتاج مشترك بين فلسطين وفرنسا وقطر والنرويج، وهو من بطولة محمد بكري ونجله صالح بكري، وماريا زريق ورنا علم الدين.

يروي الفيلم قصة الابن المُغترب الذي يعيش في إيطاليا، ويعود إلى مدينته في الناصرة لمساعدة والده في توزيع بطاقات دعوة حفل زفاف شقيقته الصغرى، وعلى مدار ساعات متواصلة ليوم كامل، يجوبان خلاله شوارع الناصرة وأزقّتها داخل سيارة لتوزيع بطاقات الفرح على الأصدقاء والأقارب.

هذه المشاوير تؤدي بالأب والابن إلى الخوض في حوارات تكشف تباين المواقف من وجهة نظر الفلسطيني المغترب، ورؤية الفلسطيني الذي ظل في الداخل رافضاً الرحيل، حيث يتناول كل منهما السياسة والعائلة والشتات، في جو متقلب بين الغضب والألم والهدوء، يكشف الاختلافات بين جيلين.

أما فيلم "الرحلة الكبرى" للمخرج إسماعيل فروخي الحائز على جائزة "مهرجان البندقية" عام 2004، والذي عرض أمس الجمعة، فهو من إنتاج فرنسا، والمغرب، وبلغاريا، وتركيا، ويدور حول شاب فرنسي يوافق على مرافقة أبيه إلى الحج على أساس احترام واجبه تجاه أبيه وحماسه لخوض هذه المغامرة.

قصة الفيلم تبدأ قبل أيام من حصول رضا ابن الأسرة المغربية المهاجرة على شهادة الثانوية، حيث يقوم الفتى بسترته المصنوعة من الجلد وسروال الجينز بمرافقة والده المسن في رحلة إلى مكة المكرمة. يتناول الفيلم شعور المراهق المهاجر منذ أن ولد أمام ثقافتين تشده كل منهما في اتجاه وكيف يمكنه أن يبني لنفسه جسراً متوازناً بينهما.

المساهمون