الفعاليات الفرنكوفونية أصبحت موعداً ثقافياً ثابتاً في عدد من البلدان العربية، فإلى جانب عدد من البلدان التي كان ولا يزال التأثير الفرنسي فيها حاضراً (الجزائر - المغرب - تونس - لبنان)، أصبح من الملاحظ في السنوات الأخيرة انفتاح لما يمكن أن نطلق عليه "دبلوماسية ثقافية" فرنكوفونية، خصوصاً تلك التي ترعاها "المنظمة الدولية للفرنكوفونية" والمعاهد الثقافية الفرنسية في دول كالأردن وفلسطين وقطر وعدد من الدول الخليجية.
فتزامناً مع "اليوم العالمي للفرنكوفونية" الذي يصادف 20 مارس/ آذار من كل عام. شهدت عمّان قبل أيام انطلاق الدورة الـ23 من "أيام الفرنكوفونية"، فيما تعيش العاصمة القطرية طيلة هذا الشهر فعاليات "أيام الثقافة الفرنكوفونية"، بفعاليات مكثّفة تمثّل قرابة الـ20 دولة، ممثلة في سفارات الدول الناطقة بالفرنسية في الدوحة، وكذلك الدول العربية الأعضاء في "المنظمة الدولية للفرانكفونية".
من جهته صرّح صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة القطري قائلاً: "إن تنظيم هذه الأيام يؤكد الحاجة الماسة إلى إبداعات الجاليات الفرنكفونية"، لافتاً إلى أنه يعتبر كل المتحدثين باللغة الفرنسية داخل قطر بمثابة "فرصة كبيرة من أجل تقديم المبادرات والمقترحات الكفيلة بتعزيز حضور جاليات البلدان الفرنكوفونية".
تركّز الفعاليات بشكل أساس على الموسيقى، كما تحاول تسليط الضوء على اللغة ذاتها، إذ يوجد أكثر من 200 ألف ناطق بالفرنسية يعيشون في قطر. "أحد أهم الفعاليات هي "أولمبياد اللغة الفرنسية"، ويشمل مسابقات لغوية وعروضاً فنية، تشارك فيه المدارس التي تدرّس الفرنسية سواء كانت قطرية أم غيرها"، حسب قول أوليفيه دوليسيز مدير "المعهد الفرنسي" بالدوحة.
في هذا الصدد، نظّم "المعهد الفرنسي"، يوم أمس الثلاثاء حفل موسيقى جاز، للعازف جاسر حاج يوسف، سبقته قراءات شعرية لطلاب "ورشة الشعر" بالمعهد. وقدّم يوسف أغاني من ألبومه الأخير "سيرا"، ورافقه فريد ساول (بيانو)، وأرنود دلمان (الدرامز)، ومارك بورونفوس (الكونتروباس).
جدير بالذكر أن "المنظمة الدولية للفرنكوفونية"، تأسّست في 20 مارس/آذار 1970، وتضمّ 75 دولة موزّعة على قارات العالم الخمس، بينها 19 دولة تتمتّع بصفة عضو مراقب. وقد تمّ قبول عضوية دولة قطر كعضو مشارك في المنظمة في أكتوبر/ تشرين الأول 2012.