رحلت المخرجة السينمائية والمنتجة التونسية نجوى الإمام سلامة (1958-2018)، صباح الأربعاء الماضي بعد صراع مع المرض، قبل أن تنتهي تماماً من المراحل الأخيرة من العمل على رتوش فيلم "فوزي ومسطاري" الذي يتناول عمليات تهريب الآثار وفساد بعض القضاة في تونس.
بدأت علاقة سلامة بالدراما والسينما من التلفزيون في أواخر الثمانينيات، بعد عودتها من دراسة السينما في فرنسا، حيث أخرجت عدة مسلسلات وتمثيليات وبرامج مع عدة محطات تونسية وفرنسية من بينها "كنال +" و"نسمة"، حتى أسست شركة لإنتاج الأفلام السينمائية التونسية.
وكانت وزارة الثقافة التونسية قد وصفت الراحلة في بيان عقب وفاتها بأنها صاحبة "إسهامات كبيرة في مجال الإنتاج التلفزي والسينمائي والأعمال الناقدة والمعالجة للواقع بجرأة".
شهدت تجربة المخرجة مراحل من الانقطاع عن العمل والاكتفاء بإنتاج الأعمال دون المشاركة الإبداعية في صناعتها، لكنها عادت بقوة عام 2010 بفيلم قصير عنوانه "حيرة" الذي يتطرق للصراع الذي تعيشه فتاة تونسية بين ما تريد وما يسمح به المجتمع المحيط، وقد جرى ترشيحه لجوائز عالمية من بينها "الأوسكار" و"برلين" و"كان".
بعد قيام الثورة التونسية، كتبت سلامة سيناريو فيلم "يوم من دون امرأة" وأخرجته عام 2014. وكان الفيلم يعالج الطرح الذي نادى بالفصل بين المرأة والرجل في الفضاء العام في تونس في الفترة التي تلت الثورة، وتحديد حضور المرأة في هذا الفضاء، فصنعت المخرجة فيلماً عن عالم كله رجال، لا وجود للمرأة فيه وكيف يمكن تصوره.
وكانت سلامة قد أنتجت فيلم "خميس عشية" الذي ظهر عام 2013، وتناول الأيام الأخيرة لنظام بن علي دون أن يكون العمل سياسياً بالكامل، فقد اشتغلت المنتجة بالتعاون مع المخرج محمد دمق، على تصوير الفساد السياسي وهو ينخر تفاصيل الحياة اليومية العادية.