صبحي جرجس.. النحات وشخصياته المعدنية

20 ديسمبر 2018
صبحي جرجس/ مصر
+ الخط -

ينظّم "غاليري إبداع" في القاهرة، معرضاً استعادياً للنحّات المصري صبحي جرجس (1929 - 2013)، تحت عنوان "الطبيعة الأولية"، ويتواصل حتى التاسع من كانون الثاني/ يناير المقبل.

يُعد جرجس من أوائل النحّاتيين المصريّين الذين اشتغلوا برؤية تجريدية على خامات الحديد والنحاس والسبائك المعدنية والألمونيوم والبرونز.

تأثّر الفنان بأعمال هنري مور وزادكين وجاراكاللو، إضافةً إلى مارينو ماريني الذي تعرّف على عمله خلال دراسته النحت في مدينة فلورنسا الإيطالية عام 1964، بعد أن أنهى دراسته الأولى في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1958.

ينقسم عمل جرجس إلى عدة مراحل، حيث بدأ بالتشخيص العادي، ثم انتقل إلى العمل على الأشكال الهندسية من مستطيلات وإسطوانات، قبل أن ينهمك بتشكيل أعمال مجرّدة قليلة التفاصيل تمثّل الجسد البشري والحيواني، ثم مزَج الاثنين، فأصبحنا نرى الإنسان هندسياً، بجسد أسطواني أو مستطيل، كما مزج جسد الإنسان بالحيوان، فصار ممكناً أن نرى إنساناً على شكل حشرة تذكّرنا بمسخ كافكا.

يُعتبر جرجس من أهمّ النحّاتين المعاصرين الذين استخدموا تقنية الطرق، كما تحضر في أعماله أيضاً تقنية سحب القضبان، وتقنية تركيب الألواح المعدنية السبك، ونرى هذه التقنيات واضحة في عمل استغرق في إنجازه خمسة أعوام (1985 - 1990) وهو "سوبرانو"، كما نراه في عمليه "أفريقيا" و"أمومة".

عن تجربته كتب مرّة: "كانت قاسية، إلا أن لها لذّة ذات مذاق خاص. إنها تشعرني بالانفرادية. كانت تجربة الأساتذة العظماء الذين سبقوني دائماً نصب عيني، وكان عليّ، وقد رأيت آلاف المجسمات المشخصة لفنانين عظماء قديماً وحديثاً، أن أمارس التجريد أيضاً، إلى أن تساءلت: لماذا لا أضيف شيئاً في التشخيصية وأعمل فيها ما لم يفعله التشخيصيون؟".

وكتب أيضاً: "لا أعرف كيف وُفّقت في أن أعمل شخوصاً بإعادة تركيبها وصياغتها من جديد في تركيب مغاير للرؤية المعتادة".

عمل صبحي جرجس كأستاذ متفرغ في "كلية الفنون الجميلة" بالقاهرة، كما كان رئيساً لقسم النحت فيها. عاش في القاهرة وإيطاليا، وأقام 22 معرضاً في مصر، وشارك في عدد من المعارض الدولية والبيناليات وحصل على جوائز فيها، وهو أول فنان مصري يقيم متحفاً لمجموعة من أعماله في منطقة العجمي.

دلالات
المساهمون