تروي الكاتبة خلال المحاضرة تجربة عودتها إلى فلسطين، ومشروع توثيق واستعادة وحماية 420 قرية فلسطينية في ستّ عشرة منطقة في الضفة الغربية والقدس وغزة. كما تستكشف العلاقة بين كتاباتها المعمارية والكتابية السيرية الأدبية، بالإضافة إلى مشاريعها في المحافظة على البيئة والحياة المعمارية الفلسطينية.
سبق للعامري وأن اشتغلت عدّة أبحاث ومشاريع على العمارة الفلسطينية، بدأتها مع أطروحة الدكتوراة التي نالتها من "جامعة أدنبرة" عن بحثها، في التغيير الذي طرأ على القرية الفلسطينية خلال القرن التاسع عشر، من جهة التركيبة المعمارية، أو النسيج المعماري، والحيّزين الخاص والعام، وعلاقتهما بالتركيبة الاقتصادية والاجتماعية، والتقسيم الجندري؛ أي على أساس الجنس، في قرى غرب فلسطين.
حول أطروحتها قالت العامري في لقاء سابق مع "العربي الجديد "كنت قد اطلعت على سجل "مسح غرب فلسطين" الذي أقيم عام 1878. لاحظت في هذا المسح والخرائط المرافقة، أن غرب فلسطين، وتحديداً منطقة الجبل، كانت مقسّمة إلى مشايخ. ولكلّ مشيخة بينها، توجد حوالي 24 قرية، تكون المشيخة مسؤولة عنها. كما لاحظت وجود قصور وبيوت كبيرة في بعض تلك القرى من دون أن يكون هناك أي تفسير لذلك".
في عام 1991، فكرت صاحبة "شارون وحماتي" في إنشاء مركز يكون مسؤولاً عن ترميم المباني الأثرية والقديمة في فلسطين وتسجيلها أصولاً، وبالفعل بدأت فيه، واستغرق تنفيذ المشروع 12 عاماً جرى فيها تسجيل البيوت وكل شيء فيها من نوع البلاط، إلى تقسيم البيت، إلى نوع الحجر، إلى نوع النقوش، فضلاً عن توثيق ذلك كلّه بالتصوير، ورسم خارطة معمارية للبيت ومساقطه.