"شللي يصير": مسرح عن أزمة الخليج

03 يناير 2018
(ملصق العرض)
+ الخط -
في عمله المسرحي الجديد "شللي يصير" الذي عُرض أمس على "مسرح قطر الوطني"، يذهب الفنان القطري غانم السليطي (1957) إلى محاكمة أخلاقية للحصار المفروض على بلاده منذ حزيران/ يوليو الماضي، حيث "انتهى مجلس التعاون الخليجي الذي يُقرَّر فيه مصير الشعوب من دون مشاركتهم"، بحسب تصريحاته الأخيرة.

يستمدّ العرض الذي قام صاحب "أمجاد يا عرب" (1998) بتأليفه وإخراجه وتمثيل دور البطولة فيه، من فكرة المسلسل الذي قدّمه السليطي خلال الفترة الأولى من أيام الحصار، بعد تطويرها ضمن مجموعة من اللوحات التي يتم من خلالها تقديم تتابع زمني للأحداث التي عاشتها قطر، مع التركيز على بعضها بتفصيل أكبر، في إطار كوميدي ساخر.

يتواصل عرض المسرحية بدءاً من الأسبوع المقبل، والذي يؤدي شخصياتها كلّ من جاسم الأنصاري، وهدية سعيد، وخالد ربيعة الكواري ومحمد أنور، وفهد القريشي، ومشعل المري، وعبد الله العسم، وتتضمّن عدداً من الأغنيات من تأليف الشاعر عبد الرحيم الصديقي، وألحان الموسيقي مطر علي، وشارك في أدائها عدد من المغنين القطريين.

يطرح السليطي في عمله الجديد "مجلس تعاون" للبيع، إذ يرى أنه اتُخذ قرارٌ بهدمه بعد ستّ وثلاثين سنة من تأسيسه، ليظهر كأنه كذبة كبرى، ويبتدئ بعدها استهداف قطر، مشيراً إلى أن قرار المقاطعة لا إنساني، ومجحف، وهنا يظهر دور الفن الذي قد يتقدّم على السياسة أحياناً.

لا يتكئ صاحب "زلزال" (1988) على المسرح السياسي بمعالجة سطحية أو بمواقف انفعالية، إذ راكم خلال مشواره على الخشبة الذي جاوز أربعين عاماً، رؤية نقدية للعديد من السياسات سواء في بلاده أو في الخليج، ومنها مسرحيته "هالو غلف" التي أخرجها عام 1995، وانتقد فيها "مجلس التعاون" أيضاً، ومحدودية إنجازه بعد خمسة عشر عاماً على إنشائه، وانحاز خلاله إلى أحلام المواطن الخليجي لا شعارات ساسته.

أما في "شللي يصير"، فيقسّم مسرحيته إلى خمس لوحات منفصلة، تحمل كل لوحة منها حكاية من واقع الأزمة وتنقل الهواجس التي يفكّر فيها المواطن القطري بعد تخطي الصدمة الأولى للحصار، والأسئلة التي تلحّ عليه حول المستقبل وعلاقته بإخوته في بلدان الخليج.

يُذكر أن غانم السليطي ولد في البحرين، وبدأ رحلته الفني في مسرحية "بيت الاشباح" (1973)، وأخرج بعدها أعمالاً عدة؛ من بينها: "خلود" (1975)، و"رحلة جحا" (1979)، و"المناقشة" (1983)، و"المتراشقون" (1985)، و"دوحة تشريف" (1989)، و"طبيب في الغابة" (1996)، و"عنبر و11 سبتمبر" (2007)، و"فرجان" (2013).

المساهمون