أكّد شهود عيان من المدينة القديمة في طرابلس قيام مجموعة مسلحة موالية للتيار السلفي بإغلاق "دار حسن الفقيه" الأثرية التي تحوّلت منذ سنوات إلى مقر لتنظيم ندوات ومؤتمرات وحفلات ثقافية.
بحسب شهود تحدّثوا إلى "العربي الجديد"، فإن "المجموعة التي يشتبه في كونها على علاقة بقوة الردع الخاصة أقفلت الباب الرئيس للدار بسلاسل حديدية وحذر أحد المسلحين الأهالي من الاقتراب من المكان".
من جهتها، أشارت "إدارة المدن التاريخية" التي تتبعها الدار إلى علمها بالإجراء، كما أكّد رئيس "الجمعية الليبية للآداب والفنون" إبراهيم حميدان على غلق الدار من قبل جهة عسكرية.
وأوضح حميدان الذي تنظّم جمعيّته معرضاً شهرياً للكتاب في الدار، على صفحته في "فيسبوك" أن أسباب الإغلاق "جاءت على خلفية حملة التشهير المغرضة على وسائل التواصل الاجتماعي ضد رواية "كاشان" لـ أحمد البخاري التي نُشر منها فصلين ضمن كتاب "شمس على نوافذ مغلقة"، بدعوى أن هذا المحتوى لا يتفق مع القيم والذوق في المجتمع الليبي".
وكانت "دار حسن الفقيه" قد احتضنت قبل أسبوعين حفلاً لتوقيع الكتاب بحضور عدد من المشاركين فيه، لتتناقل صفحات التواصل الاجتماعي صباح اليوم الثلاثاء صورة تظهر باب الدار مغلقاً وعليه سلاسل دون لإيضاح لأسباب الغلق من أي جهة في المدينة.
يضمّ "شمس على نوافذ مغلقة" مختارات صدرت عن "الهيئة العامة للثقافة" التابعة لحكومة الوفاق العام الحالي، لكن الأخيرة أصدرت بياناً تؤكد فيه أن "لا علاقة لها بالكتاب..، الذي تضمّنت صفحاته نصوصاً فاضحة وخادشة للحياء لا تعبّر عن ثقافة الشارع الليبي"، من جهته ردّ الكاتب خالد المطاوع محرّر الكتاب بأن "المقطعين لكاتبهما أحمد البخاري سبق أن تضمّنتهما روايته المنشورة في طرابلس عام 2012، وأن هذا النص بالذات كان قد مرّ على أجهزة الدولة الرقابية وحصل على رقم إيداع ورقم تسلسلي".
ولقي الكتاب موجة اعتراض شديدة من قبل مدونيين على خلفية احتواءه على نصوص أدبية وصفوها بأنها "مخالفة للآداب"، بينما دافع عدد من الكتّاب عن حرية التعبير عن الرأي معتبرين أن نصاً احتواه لكتاب المتضمّن على عشرات النصوص لا يعطي الحق بمصادرته ومنع نشره، محمّلين المسؤولية للجهات الرسمية مسؤولية الاعتداء على أي من الكتّاب المشاركين فيه.