"مجلة الدوحة": عودة إلى "أقوم المسالك"

06 اغسطس 2017
(خير الدين في ورقة نقدية تونسية)
+ الخط -

مع عددها الأخير، الصادر نهاية الشهر المنقضي أعادت "مجلة الدوحة" ضمن سلسلة "كتاب الدوحة" إصدار كتاب "أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك" لأحد رواد عصر النهضة العربية؛ خير الدين التونسي (1820 – 1890).

المجلة اختارت أن تختزل الكتاب الصادر في منتصف القرن التاسع عشر في مقدّمته مع إطلالة عامة على محتوياته أنجزها المشرف على الإصدار؛ الأكاديمي التونسي محمد الحداد الذي كتب للعمل مدخلاً يتيح للقارئ العربي الحديث أن يتفهّم سياقات الكتاب.

يبدو هذا الخيار ملائماً للجانب الإخراجي في سلسلة "كتاب الدوحة" حيث تكون الإصدارات أقرب إلى كتيّبات قابلة للقراءة السريعة، غير أن نفس الخيار يخدم أكثر تكثيف فكرة العمل وقدرته على تواصل أفكاره في الوقت الراهن، حيث أن أجزاء كبيرة منه ترتبط بتفاصيل المرحلة التي كُتب فيها، مثل المقارنات بين التنظيمات الإدارية والعسكرية والتعليمية في البلدان الأوروبية وتلك الموجودة في البلاد العربية في القرن التاسع عشر، وهي جميعاً تنظيمات لم يعد لها أثر اليوم.

مقابل ذلك، احتفظ إصدار "الدوحة" مقارنة بالإصدار الأصلي للعمل بالرؤية العامة لخير الدين، وهي اعتبار التواصل مع الغرب جزءاً من المشروع الإصلاحي العام في مؤسسات الدول الإسلامية، وأن القبول بالتحديث على النمط الغربي لا يتعارض مع ثوابت الحضارة العربية الإسلامية، حيث أنه قدّم مقترحات إصلاحية ذات صبغة انتقائية أكثر من كونها مجرّد استيراد للحلول الفرنسية والبريطانية.

من جهة أخرى، تضمّن العدد الجديد من المجلة مجموعة من الدراسات الثقافية المتنوعة مثل "التجارة الإلكترونية: فجوة الواقع والأرقام والثقافة" و"السينما العربية في كان". كما تضمّن مجموعة حوارات من بينها حديث مع المفكر السياسي اللبناني كريم مروة وآخر مع رسام الكاريكاتير البريطاني ستيف بيل، وملفاً حول الكاتب الإسباني الراحل مؤخراً خوان غويتيسولو (1931-2017).

المساهمون