يعد "ملتقى هرقلة السينمائي" أحد أبرز التظاهرات في تونس التي تركّز على قضايا التحرّر الوطني والقضية الفلسطينية، إضافة إلى نقد الاستبداد ورصد التهميش جراء الفشل في مشاريع التنمية في بلدان أفريقية ومتوسطية، والذي يقام في البلدة التي تحمل التظاهرة اسمها وتقع قرب مدينة سوسة.
منذ عام 2005، يحتفي الملتقى الذي انطلقت فعاليات دورته الثالثة عشرة مساء الإثنين الماضي بتنظيم من "جمعية أفريقيا المتوسط للثقافة" وتتواصل حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري، بأعمالٍ تنتمي إلى واقعها في محاولة لفهم أزماته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بعيداً عن صخب المهرجانات في العواصم والمدن الكبرى.
تكرّم الدورة الحالية أوّل فيلم أًنتج بعد الاستقلال، ويحمل عنوان "الفجر" (1966) للمخرج عمّار الخليفي (1934) الذي يعد أحد مؤسّسي السينما التونسية، ويروي العمل قصة ثلاثة شبان شكّلوا خلية لمقاومة الاستعمار الفرنسي، واستطاعوا أن يطلقوا سراح عدد من المعتقلين وأن يهاجموا مخازن أسلحة تتبع المحتل، لكن المواجهات غير المتكافئة أفضت إلى استشهاد اثنين منهم، وهرب ثالثهم الذي ألقي القبض عليه لاحقاً وجرى إعدامه.
كما تُعرض عدّة أفلام للمخرجة التونسية الراحلة كلثوم برناز (1945 – 2016)، التي تعدّدت اشتغالاتها بين كتابة السيناريو والمونتاج والإخراج، وكانت من أولى السينمائيات في بلادها بعد أن ابتدأت تجربتها في ستينيات القرن الماضي في فرنسا بالعمل مع مخرجين بارزين مثل رومان بولانسكي، وفرانكو زيفرلي، وسارج مواتي.
وضمن عودة الملتقى إلى البدايات الفعلية للسينما التونسية، تقدّم أفلاماً لعدد من صنّاعها مثل الطيب الوحيشي، وعز الدين الحرباوي، ورضا بن حليمة، وبلقاسم الجليطي، وحسن دلدول، وكاهنة عطية، والهاشمي جولاق، وفوزية جولاق، وعربي بن علي، وأحمد بنيس، وميكابن ميلاد، وأحمد حرز الله، والمنصف السدوري.