ظافر غريسة.. موسيقى مع السجناء

17 اغسطس 2017
(من عرض "المتاهة")
+ الخط -

كان آخر أعمال المسرحي التونسي ظافر غريسة بعنوان "المتاهة" (أوّل عرض في آذار/ مارس 2017)، وفيه تطرّق إلى ثيمة السجن والسجناء. في سهرة الليلة ضمن "مهرجان بنزرت الدولي"، يقدّم غريسة عرضاً جديداً، موسيقياً بالأساس، يتطرّق إلى نفس الثيمة، هذه المرّة مؤدّوه من سجناء "برج الرومي".

لا يزال اسم هذا السجن مرتبطاً في المخيال الجمعي بشهادات حول قسوة ظروفه، من زمن الاستعمار إلى ممارسات الدكتاتورية ضدّ المعارضين، رغم أن الوضع تغيّر إلى حدّ كبير، لكن يبقى السجين موضوعاً إشكالياً يريد صاحب "فوضى" العودة إليه مجدّداً.

يقول المخرج التونسي في حديث لـ "العربي الجديد": "أتت فكرته من خلال زيارات لمختلف السجون التونسية، باعتباري منتمياً إلى "المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب". كثيراً ما سمعت غناء السجناء في مقابل نقص في الأنشطة الثقافية. من هنا حاولت إقناع المشرفين على السجن بإنشاء نشاط موسيقي داخله، ثم طرحت فكرة تقديم عرض خارج أسواره، وقد وجدت تعاوناً من الإدارة".

عن إعداد العرض، يقول "تمّ الاتفاق على تمكين هؤلاء الفنانين السجناء كما أسميهم من تقديم العرض، ومنذ شهرين شرعنا في التمارين داخل السجن بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع حسب الظروف".

ويضيف "اختيار المساجين لتقديم عرض ضمن مهرجان دولي هو عمل إنساني بالأساس، كما أن له بعداً مواطنياً، إذ إنني أؤمن بنظرية المواطن السجين، أي أن السجين يظلّ مواطناً حتى وهو مسلوب الحرية، وأعتقد أن إخراج فرقة كاملة تحتوي على 11 سجيناً لتأثيث عرض موسيقي خارج أسوار السجن تعبير عن ذلك، وهي بادرة لم تحدث من قبل".

يشير غريسة إلى أن هذا العرض "هو استمرارية لطرح كان مضمّناً في مسرحية "المتاهة"، من خلال التأكيد على ضرورة مراجعة المنظومة السجنية وتوعية المواطن الحر بقضية المواطن السجين"، ويختم بالقول "هي محاولات متتالية تارة بالمسرح وطوراً بالموسيقى أو بالسينما لتغيير نظرة مجتمع يرفض إعادة إدماج السجناء داخله، فيعودون إلى انحرافهم ونظلّ جميعاً في نفس الدائرة المفرغة".

دلالات
المساهمون