مسرحية "كتمت": مقاومة الفساد بالسخرية

31 يوليو 2017
(من العرض)
+ الخط -
لا يتوقّف المخرج السوداني حاتم محمد علي عن انتقاده لواقع بلاده وما تعانيه من أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية في أعماله، وكان آخرها مسرحية "كتمت" التي عرضها مؤخّراً على خشبة "مسرح عروس الرمال" في مدينة الأبيض غرب الخرطوم.

العمل الذي ألّفه وشارك في تمثيله الكاتب نصر الدين عبد الله، يتحدّث عن مزالق الحياة التي تدفع بالشباب إلى التعبير عن طموحاتهم بأشكال عديدة، مما يجعلهم عرضة لمضايقات من جهات عديدة ومختلفة؛ رسمية ومجتمعية، ولملاحقات لهم ولأسرهم.

في حديثه لـ"العربي الجديد"، يقول علي إن "المسرحية تعبّر عن واقع اليوم باشتغالها على قضايا أصبحت تؤرق مجتمعاتنا العربية والسودانية، وهي مستقبل الشباب بعد التخرّج من الجامعات ومواجهتهم لتعقيدات حياتية مركبة تتمثّل في تمّدد البيروقراطية في مؤسسات الدولة، إضافة إلى انعكاسات وظلال كلّ ذلك عليهم وبالتالي على المجتمع كلّه الذي يتأثر بالفساد الإداري والمحسوبية التي تعيق وجود فرص متساوية بين المواطنين".

يضيف صاحب "الإمبراطور" أن "كتمت تكشف حجم الاستهتار بحياة ومصير الإنسان في مناح عدّة، منها ما يرتبط بالإهمال الناجم عن تدني المرافق الصحية، وتتجلّى هذه الأحداث من خلال قوالب ساخرة تتعمد الكشف عن مسالب كثيرة تحدّ من حياة هانئة وكريمة".

من جهة أخرى، يلفت إلى ضرورة "الخروج بالمسرح من دائرة انتشاره المحدودة في العاصمة والالتقاء بمتلقٍ جديد، واختبار مدى التصاقه بالجمهور، وقياس تفاعله مع العرض، كما يفتح نوافذ جديدة تتعلّق بمواكبة قضاياهم الراهنة والاشتباك معها".

يستعد صاحب "سفر الجفا" للانتقال بعمله إلى مدن سودانية أخرى، مشيراً إلى أن "طبيعة الأعمال التي يخرجها تستند بالأساس إلى نصوص أعدّت بتقنية عالية في الكتابة، وبحث معمّق للتنقيب في مآلات الأحوال الاجتماعية والفوضى الضاربة في مفاصل المجتمع".

يُذكر أن حاتم محمد علي قدّم العديد من المسرحيات؛ من بينها: "خيوط الأفق"، و"الرحلة الطويلة"، و"الصدى والآخر"، و"سر القمر"، و"حبيبو قسمتو ونصيبو"، و"البرواز".

دلالات
المساهمون