تحت قبّته المصنّفة ضمن أبرز المباني الفرنسية الأثرية، يُقام حالياً في الـ "غراند باليه"، في باريس، معرض استعادي يحمل اسم "رودان" ويتواصل حتى نهاية تموز/ يوليو المقبل.
رغم أن لـ أوغست رودان متحفاً خاصاً يحمل اسمه، لكن توقّع إقبال كبير على المعرض الذي يتزامن مع مئوية رحيل النحات الفرنسي (1840-1917)، كان سبباً في إقامته في هذه المساحة الكبيرة، حيث يشهد المعرض منذ افتتاحه أيار/ مايو الماضي طوابير من الراغبين في مشاهدة 200 عمل لرودان، من بينها "المفكر"، و"العاشقان"، إلى جانب أعمال لنحاتين وفنانين تشكيليين من القرن العشرين تأثّروا بأسلوبه، ومن بينهم بيكاسو وجياكوميتي وماتيس وبورديل وبرانكوزي.
فور عبوره مدخل الـ "غراند باليه"، يصبح الزائر وسط مجموعة من التماثيل المصفوفة على شكل نصف دائري، يتوسّط الساحة تمثال نصفي لرودان نفسه، أنجزته الفنانة كاميل كلوديل التي شاركته حياته وظلّت حبّه الأول والأخير.
لا يقتصر المعرض على الأعمال النحتية فقط، بل يتضمّن بعضاً من لوحاته ورسوماته، التي لا يعرف عنها كثيرون، وتلفت بشكل كبير إلى تأثّر بيكاسو بخطوط رودان.
ليس هذا فقط، بل اهتمّ بالتصوير، فقد جذب الفضول النحات لكي يجرّب هذا الفن الجديد منذ عام 1880، فالتقط الصور لتماثيله محوّلاً إياها إلى أعمال فنية مكملّة للمنحوتة نفسها، لكنه هنا أيضاً اعتبر المسألة تسلية أكثر من أي شيء آخر تاركاً مجموعة لا بأس بها من الأعمال المصوّرة.
يتزامن المعرض الحالي مع نزول فيلم "رودان" للمخرج الفرنسي جاك دوايون إلى صالات السينما، بعد أن كان عرضه الأول في مهرجان "كان" الأخير، وفيه يجسّد شخصية رودان الممثل فانسان لاندون، وتمثّل دور كلوديل الممثلة إيزيا إيجلان، وقد كانت إيزابيل أدجاني قد أدّت الدور ذاته في فيلم حمل عنوان "كاميل كلوديل" أخرجه برونو نويتين عام 1988، فيما جسّد جيرار دوبارديو شخصية النحات رودان.