"متحف بورقيبة": استعادة مسيّسة

26 مايو 2017
(الحبيب بورقيبة في خطاب الاستقلال عام 1956)
+ الخط -
لا ينفصل افتتاح "متحف الحبيب بورقيبة" أمس في تونس العاصمة عن اهتمام السلطة بعد انتخاب الباجي قائد السبسي رئيساً عام 2014، باستعادةٍ رمزيةٍ للزعيم التونسي الراحل، والذي أعيد تمثاله السنة الماضية إلى أحد شوارع المدينة بعد أكثر من ربع قرن على نقله إلى خارجها.

في حي معقل الزعيم في تونس العاصمة، تمّ تحويل البيت الذي أقام فيه بورقيبة عندما عاد من فرنسا مع زوجته ماتيلد وابنه الحبيب بورقيبة الابن، والذي أُغلق عقب إزاحته عن الحكم وتولّي زين العابدين بن علي الحكم عام 1987. في هذا المكان كانت تُعقد اجتماعات الحزب الحر الدستوري في ثلاثينيات القرن الماضي، ويجري فيه الإعداد للمظاهرات التي تطالب بالاستقلال.

تواصلت إقامة بورقيبة في هذا المنزل حتى عام 1957 عند إعلانه أوّل رئيس للجمهورية التونسية، حين غادره للإقامة في قصر قرطاج.

في حفل افتتاح المتحف الجديد، جرى استذكار نموذج الزعيم الذي حكم البلاد لثلاثة عقود، والمرور على الإصلاحات "الشاملة" التي قادها في الثقافة والمجتمع والتعليم وتحرّر المرأة، باعتبار أن هذه الاستعادة "ترفع سنوات من الغبن الذي تعرّض إليه الراحل"، بحسب المنظّمين.

لكن يبدو أن الحدث كلّه مجرّد مناسبة سياسية للتأكيد على مواقف السلطة وتوجّهاتها، بالنظر إلى حال المتحف الآخر الذي يحمل اسم بورقيبة، وافتتح قبل أربع سنوات في مسقط رأسه؛ مدينة المنستير، بعد 23 عاماً من إغلاقه، وسُجّل حينها اختفاء العديد من الوثائق منها مراسلات الراحل مع عدد من زعماء العالم ووثائق أخرى شخصية، وكذلك الساعات التي كان يملكها وهدايا زعماء العالم إليه، والملابس وربطات العنق والنظارات واللوحات الفنية وغير ذلك من التحف.

المساهمون