"جبران للروح الإنسانية" لـ كمال بُلّاطه

13 ابريل 2017
(كمال بلاطه، تصوير: جوانا مازل)
+ الخط -

يقيم "المعهد العربي الأميركي" في واشنطن، تكريماً للفنان التشكيلي الفلسطيني كمال بُلّاطه (1942)، في حفل يُقام يوم 27 من الشهر الجاري، ويمنحه جائزة "جبران خليل جبران للروح الإنسانية" لعام 2017 عن مجمل تجربته التشكيلية.

في بيان صحافي، أكّد "المعهد" فخره بتقديم الجائزة في دورتها الـ 19 إلى بُلّاطه هذا العام بالذات، الذي يصادف مرور مئة عامٍ على ما يسمّى بـ"وعد بلفور" وسبعين عاماً على تقسيم فلسطين، وخمسين عاماً على النكسة، وبهذا تكتسب الجائزة بُعداً آخراً إلى جانب خصوصية تجربة بلاطه، التي تماهت مع خصوصية التجربة الفلسطينية.

وقال البيان "بسبب هذا المدى الزمني التراجيدي، قرن من غياب العدالة، أصبح الفلسطينيون النسبة الأكثر من اللاجئين حول العالم وبينهم أجيال لم تشاهد أو تلمس أرض وطنها قط".

واعتبر أن "الفلسطينيين، ونحن الذين ندعم سعيهم إلى العدالة، لم نفقد الأمل. وهذا في جزء كبير منه بفضل الثقافة الفلسطينية. من خلال الفن، والأدب، والموسيقى، والطعام؛ كلّ الأشياء التي تشكّل جوهر الحياة وتجمع البشر. نرى شيئاً بجانب التراجيديا. نرى النصر. بالنسبة إلى الفلسطينيين الفن هو مصدر التفاؤل والشجاعة والصمود. إنه إعلان صريح بالتصميم، والتحمّل والاحتفاء بالروح الإنسانية".

وأضاف أن "كمال بلاطه أحد أعظم الفنانين الأحياء"، وأنه منذ نشأته طفلاً في القدس وهو "يستكشف الجمال الإعجازي لقبّة الصخرة".

كما لفت بيان الجائزة إلى اشتغال صاحب معرض "سرّة الأرض" على الهوية الفلسطينية وعلى العلاقة بين النور والظلام، والضوء والعتمة، والمنفى والهوية، مشيراً إلى مساهمته في تقديم أعمال ودراسات قرّبت بين البشر من خلال الثقافة، وأضاءت كثيراً على القضية الفلسطينية.

مساهمة بلاطه لا تقتصر على أعماله الفنية التي ظهرت فيها روح الهندسة والفن الإسلامي، لكنه يعدّ أحد مؤرخي الفن القلائل في العالم العربي، فقد وضَع سلسلة من الأعمال التأريخية، من أبرزها، "استحضار المكان: دراسة في الفن التشكيلي الفلسطيني المعاصر" (2000) والذي ضمّ 300 صورة لأعمال فنانين فلسطينيين، وكتابه الآخر "الفن الفلسطيني - من 1850 إلى اليوم" الذي صدر بالإنجليزية عام 2009.

بلاطه المتأثّر بخطوط وتكوينات الفن الإسلامي، يبدو كما لو أنه يستعيد من خلالها الأشكال الهندسية لقبّة الصخرة، حيث نشأ قربها في طفولته في أحياء القدس القديمة، حيث كان يهوى رسم ملامح مدينته المقدسة بعد أن التحق باستوديو خليل حلبي، وقبل أن يسافر لدراسة الفن في روما ثم يعود إلى القدس التي منع من العودة إليها عام 1967، ليهاجر بعد ذلك إلى أميركا حيث واصل دراسته ثم انتقل إلى فرنسا بعد ربع قرن من حياته في الولايات المتحدة.

رسم الفنان عدد كبيراً من ملصقات المقاومة الفلسطينية التي تضيء جوانب الصراع الفلسطيني مع الاحتلال، وحرّر أنطولوجيا شعرية باللغة الإنجليزية عام 1982 لشعراء أميركيين احتجاجاً على الغزو الإسرائيلي لبيروت، إلى جانب نشاط ثقافي واسع لصالح القضية الفلسطينية وقضايا التحرر.

وحين اشتعلت انتفاضة عام 1978 الفلسطينية ألّف كتاباً بعنوان "شهود أوفياء.. أطفال فلسطين يعيدون خلق عالمهم" يضمّ مجموعة من رسومات لأطفال من فلسطين لم يتجاوزوا الـ 14 عاماً، وقدّم للكتاب وقتها جون بيرجر.

في العقود الثلاثة الماضية، قام كمال بلاطه ببحوث ميدانية في تاريخ الفن الإسلامي في المغرب وإسبانيا وفنون الأيقونة في فلسطين. وهو يعيش حالياً في برلين.

المساهمون