"عاصمة الثقافة الأوروبية": تونس ضيف شرف، وبعد؟

14 مارس 2017
حليم قارة بيبان/ تونس
+ الخط -
في 2018، تحتضن العاصمة المالطية، فاليتا، - بحسب الاتحاد الأوروبي - تظاهرة عاصمة الثقافة الأوروبية. موعدٌ بدأ الإعداد له من خلال الكشف بأن تونس ستكون ضيف شرف التظاهرة، وهو ما أعلنه مؤخراً وزير الثقافة التونسي محمد زين العابدين على إثر زيارة إلى مالطا.

كان هذا الإعلان على هامش مشاركة الوزير في ندوة بعنوان "الدبلوماسية الثقافية: تعزيز الحوار الثقافي الدولي، التنوّع والاستدامة" أقيمت الأسبوع الماضي في العاصمة المالطية.

في عدّة وسائل إعلام محلية، يجري إعلان الخبر باعتباره إنجازاً لوزير حكومة الوحدة الوطنية، رغم أن مثل هذه القرارات لا يمكن أن تكون نتيجة زيارة بل تنتج عن اعتبارات عامّة تجعل من تونس ضيف شرف مناسب (بحسب الاتحاد الأوروبي) في سنة 2018.

التناول الإعلامي للخبر في تونس بدا مركزّاً على النصف الممتلئ من الكأس، وهو الثقة الأوروبية في تونس، لكن يجري التغافل عن النصف الثاني، أي ما سيتمّ تقديمه من منتج ثقافي في تظاهرة تمتدّ على اثني عشر شهراً، خصوصاً أن الثقافة التونسية مرّت باختبار شبيه حين كانت ضيف شرف "معرض كتاب جنيف 2016" وكانت الحصيلة هزيلة بسبب نظام الترضيات الذي أتى بمن أتى وأقصى من أقصى، وهو نظامٌ يُخشى أن يُعتمد في تحديد قائمة الذاهبين إلى فاليتا.

يأتي الخبر أيضاً في وقت تعيش فيه تونس استعدادات لاختتام "صفاقس.. عاصمة الثقافة العربية 2016" والتي عرفت الكثير من الانتقادات بسبب ضعفها التنظيمي والصورة الباهتة التي عكستها عن الثقافة التونسية. هل تكون هذه التظاهرات دروساً يستفيد منها المشرفون على الثقافة التونسية مستقبلاً، أم يجري في كل مرة إهدارٌ لفرصة واستهلاك البعد الرمزي الذي تحظى به تونس منذ 2011؟

المساهمون