إهمال "نصب الحرية": أشكال أخرى من التدمير

08 فبراير 2017
(من النصب، تصوير: علي الشركجي)
+ الخط -

أكثر من مشهد يمكن من خلاله التقاط ما باتت تعيشه بغداد من تشويه، كتقطيع أوصالها بجدران عشوائية، أو ما تعيشه معالمها من إهمال كما هو الحال مع "نصب الحرية" الذي يلاحَظ تساقط بلاطاته الرخامية، فيما يشير البعض إلى أن الأمر إذا استمر فقد ينهار النصب كلّياً.

الدعوات من أجل ترميم النصب لا تفتر منذ مدّة، غير أنها في الغالب تظلّ حبيسة مواقع التواصل الاجتماعي. ما أعاد "قضية" النصب مجدّداً هو إحياء دائرة الفنون التشكيلية التابعة لوزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية، بداية الشهر الجاري لذكرى رحيل مصمّم النصب جواد سليم (1921 – 1961) والذي يرتبط بقصة رحيله المبكّر، حيث أن الفنان العراقي أصيب بنوبة قلبية في فترة وضع النصب في مكانه سنة 1961.

شفيق المهدي، مدير دائرة الفنون التشكيلية، أكّد ضمن هذه التظاهرة أن مطالب كثيرة قدّمت لترميم النصب، ومن بين الأسباب التي يذكرها في تأخّر ذلك هو أن النصب يحتاج نوعية رخام غير متوفرة في العراق، كما أن عملية ترميمه الكاملة تحتاج إلى شركة صيانة أجنبية.

الخطاب الرسمي المقدّم يبدو أنه لا يقنع المهتمّين بمصير النصب، بل ثمّة إشارات من البعض بأن هناك إرادة رسمية في تهميش كل ما يرمز لتاريخ العراق ما قبل 2003، بالرغم من أن "نصب الحرية" لا يعود للحقبة البعثية وإنما يرمز إلى إعلان الجمهورية بعد "ثورة 14 تموز" (1958).

هذا هو الحال في العراق اليوم، فهو لا يعاني فقط من تهريب آثاره أو تدميرها من قِبل المتطرّفين، بل يطال رموزه ثقافته ومعالمها في قلب عاصمته بفعل الإهمال وقلّة الحيلة، وهي أشكال أخرى من التدمير.

دلالات
المساهمون