معرض فاروق حسني: "عالمية" وفق معايير السلطة

23 فبراير 2017
(فاروق حسني)
+ الخط -
تواصل ماكينة السلطة في مصر إعادة الاعتبار لشخصيات عديدة غابت عن المشهد الثقافي مع رحيل نظام مبارك، إذ تسارع وسائل الإعلام إلى تضخيم تجاربهم والمبالغة في تقديم إصداراتهم أو أعمالهم الأدبية والفنية.

بدأت الجولة هذه المرّة مستبقة افتتاح المعرض الفني لـ فاروق حسني، مطلع الأسبوع الجاري، في "غاليري أبنتو" في القاهرة، الذي احتشد بحضور عشرات المسؤولين والسياسيين والإعلاميين و"الموظّفين" في القطاع الثقافي.

وزير ثقافة نظام مبارك "المزمن" (1987 – 2011) وجدها فرصة مواتية ليخطب بموظّفيه السابقين في المعرض، ويطمّئن على أنه "قدّم رسالته كوزير وفنان على أكمل وجه"، وكيف أنه "كان يدقّق في اختيار قيادات الوزارة"، في إشارة منه إلى أنهم "امتداد" لعهده الطويل.

روّج الإعلام بموازاة ذلك لفكرتين متناقضتين عبر ترديده أن الوزير/ الفنان قد حرمته "خدمة المجتمع والثقافة" من الفن ربع قرن، مع التأكيد في موضع آخر إلى أن 25 عاماً من العمل في الوزارة لم تؤثّر على تميّزه الإبداعي الذي "يضعه في مصاف كبار الفنانين العالميين".

الموسيقي هاني شنودة أفتى يومها بأن فاروق حسني هو "بيكاسو مصر"، حيث "تشبه لوحات الأول أعمال الأخير"، بينما ذهب وزير الثقافة الأسبق محمد صابر عرب إلى القول بـ"ضرورة أن يجوب المعرض جميع المحافظات المصرية، بوصفه وسيلة من وسائل التنوير".

"عالمية" فاروق حسني صنعها النظام المصري السابق حين كان يصف لوحاته بأنها "تتحدّث كل لغات العالم"، ويقدّم "مجاملات" ضيوف وزارة الثقافة من أوروبا وأميركا بوصفها "شهادات نقّاد" تشيد بمنجز حسني الاستثنائي.

الاحتفاء بمعرض الوزير السابق، الذي يتواصل حتى الرابع من آذار/ مارس المقبل، سبقه إشادات في "معرض القاهرة الدولي للكتاب"، الذي اختتم في العاشر من الشهر الجاري، حيث جرى التطبيل والتزمير لكتابه "أسرار معركة اليونسكو" الذي يصف فيه كيف "قضت المؤامرة الصهيونية الأميركية على احتمالية رئاسته للمنظمة الأممية".

المساهمون