رغم أن صناعة الفيلم الوثائقي هي أرض خصبة يمكن الإبداع فيها وتقديم نوع رفيع من السينما، لكن الإقبال على العمل في هذا النوع من الأفلام قليل من قبل المخرجين العرب نظراً لأنها ليست شكلاً فنياً قابلاً للاستهلاك، وكذلك هي التظاهرات السينمائية العربية التي تهتم بهذا النوع.
وقد يكون مهرجان "الرديف للأفلام الوثائقية" واحداً من أبرزها، والذي تنطلق دورته المقبلة مساء العشرين من الشهر الجاري وتتواصل حتى 24 منه تحت شعار "سينما حرة"، حيث يعتمد المهرجان على تقديم أفلام ذات وجهات نظر مختلفة تنطلق من قضية محلية يجعل منها الوثائقي عالمية.
من جديد هذه الدورة، تقديم نوع من الأفلام التسجيلية الذي لم يعرف كثيراً في منطقتنا وهو "الوثائقي الصوتي"، عبر ورشة تنظمها "الرابطة التونسية لمهندسي الصوت".
كما يحافظ المهرجان على فئاته المعهودة، من "أصداء العالم"وفيه تعرض أفلام من بلدان حوض البحر المتوسط، حيث يحضر معظم صانعي الأفلام عند عرض أعمالهم لمناقشتها مع الجمهور، وكذلك فئة "نظرات"، التي يجري من خلالها دعوة كتاب سيناريو ومخرجين للعمل على أفلام في المنطقة، إلى جانب فئة "سينما وحفل موسيقي"، وفيها يعرض فيلم "السيد والعملاق" للمخرج الهولندي الراحل يوهان فان دير كيوكن (1938-2001) الذي صور هذا العمل بين هولندا والجنوب التونسي عام 1980.
كما يعزف بعد العرض الموسيقي التونسي طارق اللواتي، ويشاركه العرض أيضاً الموسيقيان المصريان عبدالله المنياوي وأحمد صالح.
يذكر أن الرديف مدينة تونسية تعاني مثلها مثل غيرها من المدن البعيدة عن المركز من التهميش وغياب السياسات الثقافية، من هنا يكون هذا المهرجان أحد الفعاليات القليلة التي تعيد السينما والثقافة إلى قلب المدينة، حيث ينظم التظاهرة منذ انطلاقها جمعية "نومادو 8".