"التوليد الدلالي للمخرج المؤلّف في المسرح المعاصر، جواد الأسدي أنموذجاً"، عنوان كتابٍ للباحث العراقي صميم حسب الله، صدر، مؤخّراً، ضمن سلسلة "دراسات" عن "الهيئة العربية للمسرح" في الشارقة (العدد 29).
يستهل الباحث دراسته بمبحث حول "المؤلّف المخرج في تاريخ الدراما الإغريقية والرومانية والعصور الوسطى وعهد النهضة"، قبل أن ينتقل إلى "تحوّلات العلامة في تجارب المخرج المؤلف عالمياً"، مستعرضاً تجارب مختلفةً من المسرح العالمي المعاصر، من بينها التجربة العراقية، ممثّلةً في مخرجين بارزين؛ أمثال: قاسم محمد وعقيل مهدي وسعدي يونس، وصولاً إلى جواد الأسدي، التي ترتكز عليه الدراسة.
ويتوقّف العمل عند ثلاثة من أعمال الأسدي؛ هي: "ليالي أحمد بن ماجد"، و"حمّام بغدادي"، و"نساء في الحرب"، قبل أن ينتقل إلى فصل ثالث خصّصه للنتائج والاستنتاجات.
في مقدّمة الكتاب، يشير حسب الله إلى أن ظاهرة المخرج المؤلّف "لم تقتصر على المسرح العالمي فحسب؛ بل إن عدداً من المخرجين في المسرح العراقي تفاعلوا مع التجارب العالمية واشتغلوا عليها بما يتّفق وأسلوبهم الإخراجي والبيئة التي يقدّمون فيها نتاجاتهم المسرحية".
ويعزو الباحث اختياره الأسدي نموذجاً لبحثه إلى أن الأخير "قدّم العديد من التجارب المسرحية التي باتت تشكّل مشروعاً مسرحياً واضح الملامح"، وأيضاً إلى "أهمية هذا الفنان المسرحي، ولعدم وجود دراسات أكاديمية سابقة تناولت أعماله بالتحليل، أسوةً بغيره من المخرجين العراقيين".
يُذكر أن الأسدي من موالدي مدينة كربلاء عام 1947، تخرّج من قسم المسرح في "أكاديميّة الفنون الجميلة" في بغداد عام 1971، وحصل على دكتوراه من "معهد ألفيتز" في بلغاريا، كما درّس في "المعهد العالي للفنون المسرحية" في دمشق.
من مسرحياته التي أخرجها: "خيوط من فضة"، و"ثورة الزنج"، و"الحفّارة"، و"ماريا بنيدا"، و"ليالي الحصاد"، و"مقهى أبو حمده"، و"تقاسيم على العنبر"، و"المملوك جابر"، ونساء الساكسوفون". كما صدرت له عدّة مؤلّفات؛ من بينه: "المسرح والفلسطيني الذي فينا"، و"جماليات البروفة"، و"مرايا مريم"، و"انسوا هاملت"، و"خشبة النص"، و"الموت نصاً".