"الواحة السينمائي": صورة عربية أخرى

22 اغسطس 2016
(من "ديغراديه" للأخوين طرزان وناصر عرب)
+ الخط -

الاحتفال بالسينما العربية في مدن أوروبية، تقليد تشهده القارة العجوز منذ أعوام مديدة. من باريس إلى روتردام ولندن، مروراً ببروكسل وبرلين وغيرها، نظّم ناشطون سينمائيون عرب، بعضهم يعمل في الصحافة والسينما، مهرجانات وتظاهرات وأسابيع سينمائية عربية، في فترات زمنية مختلفة.

يُقدِّم هؤلاء نتاجات سينمائية عربية إلى جمهور أوروبي، يتابع ويهتم ويسأل، ويرغب في معرفة المزيد عن عالمٍ يتخبّط في انهيارات وفوضى، وصُوَر جاهزة ومسبقة عن جوانب سلبية فيه. التقديم المعتمَد لهذه الأنشطة، يوصف بأنه "كلام كبير"، يصعب على مطلقيه تحقيقه كلّه. مع هذا، يحاولون تنفيذ شيء منه، ثم ينكفئون لأسبابٍ مالية، غالباً.

وبين هذا الكم من التظاهرات، يظل "بينالي السينما العربية في باريس"، الذي أُقيم في "معهد العالم العربي" في باريس لتسع دورات، بين عامي 1992 و2008، من أبرزها وأطولها عمراً. إلى جانب محاولات جادة في مهرجانات "الفيلم العربي" في روتردام (هولندا)، وبروكسل (بلجيكا)، وبرلين (ألمانيا)، و"بحر السينما العربية" في "مسّينا" (صقلية، إيطاليا)، و"مواسم" الباريسية، حديثاً.

آخر الخطوات الشبيهة، تتمثّل بـ "مهرجان الواحة السينمائي للأفلام العربية"، الذي يقُام في "تورنهاوت" في بلجيكا (الإقليم الفلمنكي)، بين 26 و31 آب/ أغسطس الجاري، بتنظيم جمعية "أومنس" (كلمة لاتينية، تعني: جميعاً)، المعنية بـ "تفعيل دور الثقافة العربية ومكانتها في القارة الأوروبية".

تُحدِّد الجمعية انطلاق المهرجان بسؤالٍ أساسي: "ماذا تعرف المجتمعات المضيفة عن هؤلاء المواطنين الجدد"، الوافدين إليها كلاجئين أو منفيين؟ يرى التعريف الرسمي بالمهرجان أن المجتمعات الحاضنة تلك تعرف عن العالم العربي "الأنظمة الاستبدادية، والفساد، والتطرّف الديني، إلخ."، فتُعطي انطباعاً بـ "أن الشعوب العربية محكومة بصراعٍ وحرب دائمين".

يُضيف التعريف أن "السينما تعطي نظرة داخلية أعمق لشرح حقيقة الأمر في مجتمعاتنا العربية. تحكي قصص أولئك الفارّين من الحرب، الذين تعرّضوا لتغيرات قاسية في علاقاتهم الأسرية، تاركين منازلهم، ومخاطرين بحياتهم، وفاقدين الأمل بالمستقبل. (وهذا كلّه) كي يتحرّروا". وينتهي التعريف بالقول إن السينما العربية "صناعة متطوّرة، تحتوي على نصوص رائعة، وقصص مهمة، تُضاف إلى الإنتاج الإبداعي العالمي، الذي لا بُدّ من متابعته وترويجه ومناقشته".

في برنامج الدورة الأولى: "ديغراديه" للأخوين الفلسطينيين طرزان وناصر عرب، و"الزين اللي فيك" للمغربي نبيل عيّوش، و"عمر" و"آيدول" للفلسطيني هاني أبو أسعد، و"العودة إلى حمص" للسوري طلال ديركي، و"حب، سرقة، ومشاكل أخرى" للفلسطيني مؤيد عليان، و"المهاجران" للسوري محمد عبد العزيز، و"ذيب" للأردني ناجي أبو نوار، و"على حلة عيني" للتونسية ليلى بوزيد، و"أنا مع العروسة" للإيطالي غبريالّي دل غراندي والفلسطيني السوري خالد سليمان الناصري.

دلالات
المساهمون