معرض "مذكورة": يافا فلسطينية رغم الاختطاف

01 اغسطس 2016
من المعرض (العربي الجديد)
+ الخط -

"في إطار الجهود الهادفة إلى تسويق تل أبيب يافا على أنها "مدينة عالميّة وسياحيّة"، يتقلّص تمثيل يافا الرسميّ إلى عدد من الأماكن الرمزيّة". بهذه الكلمات بدأت الدعوة الرسميّة لمعرض "مذكورة"، والذي أقيم لمدّة ثلاثة أيّام في ساحة مقرّ قائمة يافا و"حزب التجمّع الوطنيّ الديمقراطيّ"، وبالتعاون مع منظّمة العفو الدوليّة أمنستي.

وشمل المعرض لوحات فنيّة ومعارض صور عن يافا وأفلاماً متنوعة مثل: "المنارة" والفيلم الأردنيّ الفلسطينيّ when I saw you.

كما ضمّ جولتين في يافا (الأولى في الشارع الرئيسيّ؛ الحلوة سابقاً ويفت حالياً، والثانية في شارع النزهة وجمال باشا سابقاً وجادة أورشليم حالياً)، وذلك بهدف توعية المشاركين عن تاريخ يافا العربي الفلسطيني، وإخفاء معالمها من قبل الاحتلال منذ عام 1948 وحتى هذه الأيّام، وسرد أحداث تاريخيّة وشرح عن تاريخ المباني والبيوت المتبقيّة من يافا القديمة والحديثة.

وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال الناشط اليافيّ يوسف عصفور، والعامل في منظمة العفو الدولية: "إن مشاركة عشرة فنّانين فلسطينيين هي بمثابة فخر ليافا رغم الظروف الراهنة. مهم أن نرى أن هنالك نشطاء في يافا، ونحن كمنظمة عفو دوليّة نعكس طريقة مقاومة غير مألوفة في فلسطين؛ وهي الفن. الفكرة حصلت على التشجيع من قبل المنظّمة، ولكن الأهم من ذلك هو دور الفنّانين والفنّانات الذين يجسّدون يافا وفلسطين التي نخسرها يومياً، ومن جهة أخرى يسلّطون الضوء على الفنّ الفلسطيني الذي يبدع من خلال صراع البقاء الفلسطيني أينما كان، وخاصّة في يافا المنكوبة".

صاحبة فكرة المعرض، سلمى الصانع، أرادت من خلاله إعادة الحيّز الثقافي في يافا في الأماكن التي تم محوها في الماضي وليس فقط في الحيّز الخاص كالبيوت، إنّما أيضاً في الشوارع اليافيّة، وأن تبدأ يافا بإنتاج ثقافة في الحيّز العام، وليس فقط ثقافة الطعام.

وقالت لـ "العربي الجديد" عن كيفيّة محاربة النقص في الثقافة الفلسطينيّة في الحيّز العام "إن الشخص ليس بحاجة إلى المؤسّسات ليبدأ مبادرة شخصيّة، فهو يستطيع أن يقرّر لوحده، وأن يبادر لعمل ثقافيّ فنيّ ونشره في الحيّز العام اليافيّ، فهذا الأمر معدوم في يافا على العكس من المدن العبريّة المحيطة بيافا".

وأضافت "لا يوجد حتى معرض واحد عربيّ في يافا، وفي المقابل نجد عدّة معارض فنيّة عبريّة في الحيّز العام في يافا، فهذا إن دلّ فيدلّ على أن يافا بحاجة إلى إحياء الثقافة والفن في الحيّز العام، وعدم الاكتفاء بثقافة الاستهلاك، لأنّ المجتمع غير المنتج هو مجتمع ضعيف وسيندثر مع الوقت".

المعرض جاء ليعكس، ولو قليلاً، الوضع الحالي في يافا والحقيقة المُرّة التي يعيشها الفلسطينيّون، ولكن نقطة الضوء هي بقاء بعضهم على العهد والمضي بالنضال الثقافيّ الفلسطينيّ العربيّ في بلدٍ منكوبٍ يحاول القيام من تحت الردم.

المساهمون