لا يبدو تعليم اللاجئين السوريين مسألة ميسرّة في بيئة تعيش حالة من عدم الاستقرار السياسي كالحالة اللبنانية، بل تتجلى المفارقة في نقاشها ضمن محاضرة مخصّصة لها، فيما تقام المحاضرة الثانية للجهة المنظّمة ذاتها حول "تخيّل المواطنة" في لبنان بعد مرور أكثر من سبعين سنة على تأسيسه.
ينظّم "معهد عصام فارس للسياسة العامة والشؤون الخارجية" في بيروت، محاضرتين خلال الأسبوع، الأولى بعد غد الثلاثاء، تحت عنوان "حصول لاجئي المدن على تعليم جيد في لبنان وحول العالم"، والثانية في الثلاثين من الشهر الجاري بعنوان "تخيّل المواطنة في بيروت".
في المحاضرة الأولى، تتناول الأكاديمية إليزابيث بانكر، الزائرة من جامعة كولومبيا، نتائج عملها مع فريق من الباحثين في إمكانية حصول اللاجئين الذي يعيشون في مناطق حضرية على تعليم جيد، وما هو نوع هذا التعليم.
وتتطرّق الباحثة بشكل خاص إلى تدفق اللاجئين السوريين كمثال على الاتجاه العالمي للاجئين في المناطق الحضرية، وتتناول بالقراءة والتحليل محاولات منظمات حكومية وغير حكومية ودولية تلبية الاحتياجات التعليمية للاجئين في بيئة تعيش أساساً حالة غير مستقرة سياسياً.
أما المحاضرة الثانية، فيلقيها الأنثروبولوجي مارتن بوكيلو، المحاضر في جامعتي "أمستردام" و"ستاندفورد"، ويقدّم خلالها تحليلاً إثنوغرافياً حول نقاط الاختلاف والالتقاء بين المجتمع المدني والمجتمع الشعبي، والتي يستند فيها على بحثه المعنون "للمواطنون والرجال العاديون: الذاتية السياسية والطعون الطائفية في حقبة إعادة الإعمار في بيروت".
يتعرّض الباحث في المحاضرة إلى تحليل إثنوغرافي يستدل من خلاله إلى أوجه الشبه والاختلاف بين "المجتمع المدني" والمجتمع الشعبي" في بيروت، حيث يمثّل الأولى المنظمات غير الحكومية والناشطين فيها، أما الثانية فتستند إلى بحث في حي الباشورة أو الخندق الغميق، وما يدور في العالمين المدني والشعبي من أحاديث يومية عامة في السياسة والهوية والطائفية والدين والحقوق والحريات.
ومن خلال تفسير الباحث للقواعد العامة التي تحكم الحديث العام هذا، يقرأ التطلعات التي يتحرّك الناس حولها والقيم التي يسعون عبرها إلى تحقيق تلك التطلعات، وعلاقة كل هذه التطلعات والقيم بمفهوم المواطنة.