"متحف ريترو": استعادة بلغاريا الشيوعية

16 ابريل 2016
(من المتحف)
+ الخط -

إن كنتَ ترغب في الاطلاع على أجواء المرحلة الاشتراكية في بلغاريا، فسيكون "متحف ريترو" في مدينة فارنا، الواقعة على ساحل البحر الأسود، وجهتك الأنسب. يتيح المتحف للزائر الاقتراب من واقع الحياة اليومية تحت حكم الاشتراكية بين عامي 1944 و1989.

يمثّل عام 1944 محطّة مفصلية في تاريخ بلغاريا المعاصر؛ ففي هذا العام احتلّتها القوّات السوفييتية، وبعدها بسنتين أُعلن قيام الجمهورية الشعبية فيها. وبذلك، أصبحت، بشكل تدريجي، واحدةً من دول المعسكر الشيوعي، حتى 1990، تاريخ سقوط الشيوعية وإجراء أوّل انتخابات ديمقراطية في البلاد.

يعرض المتحف، الذي افتتح في الأوّل من أيار/ مايو من العام الماضي، أعمالاً تجسّد درّاجات وسيارات وتماثيل لأبرز القادة الشيوعيين: ستالين وتودور جيفكوف وليونيد بريجنيف وفيديل كاسترو.

لا يقف الأمر عند ذلك؛ فالمتحف يعرض، أيضاً، أنواعاً من السجائر البلغارية، والمكانس الكهربائية، والسلع المنزلية من ألمانيا الشرقية، ومستحضرات التجميل البولندية، وأجهزة الراديو والتلفزيون وغيرها من الأجهزة المصنّعة الاتحاد السوفييتي سابقاً.

المعروضات هي في غالبها هدايا من مواطنين من جميع أنحاء البلاد أرسلوا ما لديهم من أشياء تعود إلى تلك الحقبة، سواءً كانت أجهزة أو ميداليات وشارات، أو حتى علب أسماك.

لا يكتفي المتحف بعرض الحقبة الشيوعية، إنما يحاول إحياءها، ولو على المستوى الفنّي؛ إذ صُمّمت الأعمال وعُرضت بطريقة تمنحها شيئاً من الحياة، وتجعل من زيارة المعرض بمثابة "عودة إلى تلك الحقبة"، كما يقول القائمون عليه.

لا يُخفي عددٌ من زائري المتحف حنينه إلى تلك السنوات؛ حين "كانت الحياة، في بلغاريا وأوروبا الشرقية، أكثر بساطةً، وكان ثمّة مساواة اجتماعية". وبالنسبة إلى هؤلاء، فالمعرض فرصة جيّدة لاستعادة تلك الذكريات، كما هو الحال بالنسبة إلى سيّدة مسنّة تقول إن "المكان يرتبط بذكريات جميلة من طفولتي. إنه حقّاً عمل فريد من نوعه".

يتوزّع المعرض على مساحة قدرها أربعة آلاف متر مربّع، ويحتوي 52 سيارة و17 دراجةً نارية و27 تمثالاً من الشمع. اللافت أن جميع السيارات قابلة للقيادة، وقد وُضعت مرآة كبيرة تحت كلّ منها ليتمكّن الزوار من مشاهدة محرّكاتها.

يقول صاحب المتحف تزيفيتان أتاناسوف: "تطلّب تجهيز السيارات بهذه الصورة كثيراً من الوقت والعمل منّي. لدينا أكثر من مائتي سيارة في ورشة عملنا وجميعها تختلف عن تلك الموجودة في المتحف الذي آمل أن يتضاعف حجمه يوماً ما".

المساهمون