"ملتقى السرد الخليجي": خصوصية أم هوية؟

16 مارس 2016
رحلة غوص في الكويت، تصوير: منال المكيمي
+ الخط -

اختُتمت، مساء اليوم، في أبو ظبي فعاليات الدورة الثالثة من "ملتقى السرد الخليجي"، الذي انطلق أول أمس الإثنين، بمشاركة قرابة ثلاثين روائياً وناقداً تطرّقوا، في تسع جلسات، إلى مواضيع تناولت في مجملها خصوصية السرد الخليجي.

توزّعت جلسات الملتقى ضمن عدّة محاور؛ من بينها: "أساليب السرد الخليجي في مجال السيرة الذاتية"، و"دور السرد في القصّة القصيرة جداً"، و"الدلالة القيمية للسرد الخليجي"، و"طبيعة السرد الخليجي في مرآة التنوّع الثقافي وتعدّد الهويات"، إضافة إلى "علاقة السرد بالترجمة واللغة والهوية الوطنية كعامل قيمي وإبداعي".

شهد اليوم الثالث والأخير ثلاث جلسات؛ ضمّت الأولى شهادةً روائية لـ لولوة المنصوري من الإمارات بعنوان "سرد الجبل وأمومة الحكاية"، والثانية محاضرةً حول أساليب سرد السيرة الذاتية قدّمها حسين المحروس من البحرين بعنوان "القص المدرج بين فضيلة الافتراض ووهم الفصل"، بينما جمعت الجلسة الأخيرة كلّاً من مشاري محمد العبيد من الكويت في محاضرة بعنوان "كيف تولد الحكايا؟" وشهادة من باسمة يونس من الإمارات، عن المشهد الروائي الخليجي.

خرج الملتقى، الذي تنظّمه وزارة الثقافة الإماراتية بالتعاون مع "مجلس التعاون الخليجي"، بعدد كبير من التوصيات؛ من بينها توصية بتغير اسم الملتقى ليصبح "ملتقى السرد لدول مجلس التعاون الخليجي"، و"تشكيل لجنة بالدولة المستضيفة لوضع محاور وموضوعات الملتقى، مع تفعيل الشراكة بين وزرات الثقافة ومنظّمات المجتمع المدني المشتغلة بالأدب"، و"تكريم شخصية أدبية من كل دولة من دول المجلس في كل دورة انعقاد"، و"توثيق أعمال الملتقى وإطلاق موقع الكتروني"، إضافةً إلى "وضع أدب الأطفال والقصة القصيرة جدّاً ضمن المحاور التي يجب أن تركّز عليها الدورات المقبلة".

من الواضح أن التوصيات مشغولة بالجوانب الشكلية أو التنظيمية للملتقى، من دون أن تتطرّق، في الصميم إلى الموضوع نفسه والأهداف المرجوّة من التظاهرة التي تُقام بالتداول بين بلدان "مجلس التعاون الخليجي"؛ فتغيير تسميته مثلاً، يضفي عليه طابعاً أكثر رسميةً. ولعل أبرز التوصيات هي التي أشارت إلى ضرورة الانفتاح على أجناس سردية أخرى كالقصّة وأدب الطفل، وتوثيق محاضرات الملتقى وإطلاق موقع إلكتروني خاص به.

كان اليوم الثاني، أمس، قد شهد إقامة ثلاث جلسات؛ ضمّت الأولى ثلاث أوراق عمل، الأولى للإماراتية مريم جمعة فرج، والقطري محمد حسن الكواري، والعماني حمود التشكيلي.

في ورقتها، التي حملت عنوان "قراءة في السرد واللغة كحالة ذهنية"، قاربت فرح موضوع القصة الإماراتية القصيرة، من خلال نماذج من أعمال القاصتين مريم الساعدي وصالحة عبيد. بينما تطرّق الشكيلي إلى موضوع التاريخ في الرواية العمانية، مقارباً العلاقة بين الخطاب الروائي باعتباره خطاباً إنشائياً جمالياً والتاريخ باعتباره خطاباً واقعياً نفعياً، محاولاً رصد تطوّر الرواية العُمانية من حيث علاقتها بالتاريخ.

في الجلسة الثانية، قدّم فهد حسين من البحرين ورقة حول "السرد الخليجي: مرآة التنوّع الثقافي وتعدّد الهويات"، تناول فيها الرواية الخليجية بوصفها حاضنة للمشهد الثقافي العام، متسائلاً عن حقيقة وجود كتابات سردية خليجية حقيقية في الرواية والقصة القصيرة، وموقع السرد الخليجي على المستويين العربي والأجنبي.

من جهته، تناول عبد الواحد التيمي من السعودية موضوع "تعدّد الهويات والاندماج الواعي في السرد الخليجي من خلال مذكّرات المبتعثين السّعوديين". بينما عاد حسن رشيد من قطر إلى "بدايات القص في قطر"، وتناول عبد القادر عقيل بحثاً بعنوان "القصة القصيرة جداً خليجياً.. التكثيف والإدهاش".

أمّا اليوم الأولى، فتوزّعت أعماله، هي الأخرى، على ثلاثة جلسات؛ جمعت الأولى كلّاً من سارة الجروان حول "سيمياء السرد.. الوطن والهوية"، ومرسل العجمي من الكويت عن "السرد الخليجي بين حكايات الأمس والمستقبل"، وإبراهيم بن منصور التركي من السعودية عن "الدال القيمي في السرد الخليجي ومكافحة التطرف والإرهاب". وفي الجلسة الثانية، قدّم عبد القادر عقيل من البحرين ورقة عن "القصة القصيرة الخليجية". وفي وعرض سعيد البادي للسرد في الإمارات، وتناول محمد اليحيائي موضوع "السرد الخليجي واستشراف المستقبل".

وكرّم الملتقى عدداً من الروائيين الخليجيين؛ وهم: ليلى العثمان من الكويت، وبدرية بنت إبراهيم الشحي من عمان، وأمين صالح من البحرين، وراشد عبد الله النعيمي وسارة الجروان من الإمارات، و عبدالعزيز بن صالح الصقيعي من السعودية، ومحمد عبدالحميد كافود من قطر.

ويبقى السؤال الذي لا يُطرح بشكل كاف في هذا الملتقى وفي غيره من ملتقيات "الأدب الخليجي"؛ هل نتحدث عن خصوصية خليجية في سياق الأدب العربي وهل تشكّل هذه الخصوصية وحدها هوية ثقافية تسم الإنتاج الأدبي؟


اقرأ أيضاً: عبدالله حبيب.. مضى زمن طويل

المساهمون