مكتبة أحمد بن بلة: مشاركة ذاكرة

08 ديسمبر 2016
بن بلة، 1980، تصوير: لوران ماووس
+ الخط -

بعد سنتين كأوّل رئيس للجزائر المستقلة بين 1963 و1965، أطيح بـ أحمد بن بلة (1916 – 2012) ليوضع في السجن 15 عاماً. كشف حين أطلق سراحه سنة 1979 أنه أمضاها في المطالعة، وخرج بعدها كأحد رموز اليسار العالمي زائراً ومحاضراً عن تجربة نضاله وحكمه ضد الاستعمار والإمبريالية، فبرز كأحد "حكماء العالم الثالث" في قراءات جادة عن النظام العالمي ومستقبل العمل السياسي في الجزائر.

لعلّنا نتوقّع خلف كل ذلك مكتبة جمعها بن بلة خلال سنوات إقامته في باريس، مباشرة بعد خروجه من الاعتقال، أو بعد استقراره النهائي في الجزائز حتى رحيله قبل أربعة أعوام.

مؤخراً، أثناء إحياء مئوية ولادة الرئيس الجزائري الراحل، أعلنت ابنته مهدية بن بلة، أنها وهبت مكتبة والدها التي تضم أكثر من 8 آلاف كتاب بين التاريخ والاقتصاد والآداب والعلوم والسياسة إلى "جامعة أبو بكر بلقايد" في مدينة تلمسان.

خلال الحفل الذي حضرته شخصيات رسمية جزائرية، أشير إلى أن هبة مكتبة "ثرية ومتنوّعة" مثل مكتبة أحمد بن بلة تثمين لها، وتم الإعلان على أن الأقسام الفنية في "جامعة تلمسان" ستعمل على تصنيفها ثم رقمنتها. كما جرى أيضاً الكشف عن نصب تذكاري لـ بن بلة.

وكانت "جامعة تلمسان" قد نظمت ندوةً بعنوان "أحمد بن بلة وأبعاده الوطنية والعالمية"، يومي 4 و5 ديسمبر الجاري، جرى فيها تكريم أعمال تناولته مثل كتاب "حكاية سفر مقطوع" للكاتبة فاطمة الزهراء دالي و"أحمد بن بلة.. مجاهد مغاربي" للباحثة نجاة عبو وفيلم "بن بلة" لـ نبيل حمداش.

مكتبات كثيرة لمثقّفين ورجال دولة في العالم العربي تحتاج إلى جهود جدّية من أجل الاستفادة منها على مستوى موسّع، وإلا ستظل مجرّد تركة يتناقلها الورثة أو تئدها البيروقراطية.

دلالات
المساهمون