أعمر الزاهي: رحيل المغني المحتجِب

04 ديسمبر 2016
الزاهي (1941-2016)
+ الخط -
في منزله في العاصمة الجزائرية، رحل المغنّي الجزائري أعمر الزاهي (1941-2016)، قبل أيام قليلة.

الزاهي يُعتبر أحد أبرز الفنّانين الذين قدّموا أغاني شعبية جمعت التراث العربي بالأندلسي الذي انتشر في العشرينيات في قصبة الجزائر، وأصبح الغناء المفضّل لمطربي المنافي؛ ومن بينهم سليمان العظم (1918-1983)، والحسناوي (1910-2002) ودحمان الحراشي (1925-1980)، وهؤلاء أعاد المطربون الشباب تقديم أغانيهم مثلما فعل رشيد طه في أغنية "يا رايح".

وُلد الزاهي أو عمّار آيت زاي، في منطقة القبائل شمال البلاد، وبدأ محاولات الغناء في أواخر خمسينيات القرن الماضي باستخدام آلة المندول الوترية، إلى أن انضمّ إلى فرقة بوجمعة العنقيس (1927-2015).

وجد الزاهي نفسه في هذا النمط من الغناء البسيط المتواضع كشخصيته والقريب من الشارع والناس الذين عاش طيلة حياته بينهم رافضاً السفر أو الغناء في الخارج. حتى حين مرض مؤخراً وعرضت عليه المؤسّسة الرسمية السفر للعلاج في فرنسا، فقد آثر البقاء في حي "رامب فاليه" في الجزائر.

اقتصر حضور الزاهي على حفلات صغيرة، بل إن الحفلة الوحيدة المفتوحة والكبيرة التي أقامها في الجزائر كانت في 10 شباط/ فبراير 1987، في قاعة "ابن خلدون" في الجزائر العاصمة، إذ حافظ على عزلته وانتشاره في آن عبر تسجيلات الكاسيت التي كانت تُسجَّل له في جلسات أو حفلات عائلية من قبل معجبيه ثم يتمّ نسخها بالملايين وتداولها في البلاد، كما أنه له تسجيل في التلفزيون متوفّر على يوتيوب.

الزاهي آخر المغنين من هذا الجيل ممن حملوا هذا النوع من التراث الغنائي الشعبي الذي انتمى إليه وقدّمه لعقود، ومن أشهر أغانيه "الكاوي"، و"زينوبة"، و"غدر كاسك يا نديم"، و"يوم الخميس"، و"يا محل الجود"، و"يوم الجمعة".

دلالات
المساهمون