حضور لافت للكاتبة العربية في مضمار أدب الرحلة شهدته الدورة الثانية عشرة من جوائز ابن بطوطة التي أُعلن عنها أمس الثلاثاء. ثلاث كاتبات، عراقية وفلسطينية وسعودية، فُزن في فروع الرحلة المعاصرة واليوميات والدراسات.
عادت الجائزة في فرع "الرحلة المعاصرة - سندباد الجديد"، إلى العراقية لطيفة الدليمي عن كتابها "مُدني وأهوائي - جولات في مدن العالم"، وفي فرع "اليوميات" إلى الفلسطينية المقيمة في نيكاراغوا غدير أبو سنينة عن كتابها "إخوتي المُزَيّنون بالريش"، فيما عادت في فرع "الدراسات" إلى كلّ من السعودية أريج بنت محمد بن سليمان السويلم عن كتابها "السرد الرحلي والمتخيّل في كتاب السيرافي والغرناطي"، وخالد التوزاني عن كتابه "الرحلة وفتنة العجيب: بين الكتابة والتلقّي".
في فرع "النصوص الرحلية المحقّقة"، عادت الجائزة إلى كلّ من الأردني زيد عيد الرواضية عن تحقيق كتاب "من فيينا إلى فيينا: رحلة محمد صادق رفعت باشا إلى إيطاليا 1838"، والعراقي شاكر لعيبيي عن تحقيق كتاب "رحلة أبو دلف المسعري في القرن العاشر الميلادي"، والجزائري عيسى بخيتي عن تحقيق "جمهرة الرحلات الجزائرية الحديثة في الفترة الاستعمارية 1830 - 1962" في ثمانية أجزاء متبوعة بدراسته المعنونة "أدب الرحلة الجزائري الحديث - سياق النص وخطاب الأنساق". أمّا في فرع الترجمة، فعادت إلى العراقي فالح عبد الجبار عن ترجمة رحلة غوته إلى إيطاليا "رحلة إيطالية 1786 – 1788".
الجائزة التي يمنحها "المركز العربي للأدب الجغرافي" ضمن مشروع "ارتياد الآفاق" ويرعاها الشاعر محمد أحمد السويدي ويشرف عليها الشاعر نوري الجراح، انطلقت في 2003، وتُمنح سنوياً لأفضل الأعمال المحقّقة والمكتوبة في أدب الرحلة، وتهدف بحسب المركز إلى "إحياء الاهتمام العربي بالأدب الجغرافي".
من جهة أخرى، أعلنت الجائزة، في بيان، أنها تبنّت نشر ست رحلات ويوميات، إمّا بشكل منفصل عن الجائزة، أو ممّا اختارته لجنة التحكيم، مضيفةً أنها ستُعلن عنها في وقت لاحق.
ضمّت لجنة التحكيم ستة أعضاء من الأكاديميين والنقّاد والكتّاب والباحثين في مجال الأدب الجغرافي والأدب العام؛ هم: خلدون الشمعة، وعبد النبي ذاكر، وعبد الرحمن بسيسو، وشعيب حليفي، والطائع الحداوي، ونوري الجراح. وبحسب البيان، بلغ عدد المخطوطات المشاركة 52 مخطوطاً من 11 بلداً عربياً.
يُنتَظر أن تُوزَّع الجوائز في 12 شباط/ فبراير المقبل على هامش "معرض النشر والكتاب" في مدينة الدار البيضاء المغربية، على أن تُناقَش الأعمال الفائزة في اليوم التالي خلال ندوةٍ بعنوان "الجغرافيا المغربية موئل وجسر بين العرب والعالم"، كما يُقام معرض كتاب لمنشورات مشروع "ارتياد الآفاق" تحت عنوان "الرحلة العربية في ألف عام".
وقال المشرف على أعمال "المركز العربي للأدب الجغرافي" وندوته العلمية وجائزته السنوية، نوري الجرّاج، إن المؤلفّات الفائزة "تكشف عن المزيد من الإبداعات الكبيرة التي أُنجزت في قرون وعقود سابقة وأسهمت عملياً في ردم الفجوات المعرفية بين المشرق والمغرب وبين العرب والعالم، وفي بناء جسور الحوار بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى، وهو ما يكتسب اليوم، في ظل الهجمة الاستعمارية المتجدّدة على العرب ثقافةً ووجوداً، أهمية استثنائية".