هناك من يتحدّث دائماً عن صعوبة الانطلاق نحو العمل الثاني، سواء في الأدب أو في سينما أو في المسرح، خصوصاً حين يحقّق العمل الأول صدى إيجابياً، فما بالك حين يحقّق نجاحات مستندة إلى أرقام مبيعات وحصاد جوائز.
لعل شيئاً من ذلك يتجسّد مع الكاتب التونسي شكري المبخوت الذي عرفت روايته الأولى "الطلياني" نجاحات على مستوى الجوائز والمقروئية، ما يضع صاحبها أمام تحدّي انتظارات قراءه للعمل الثاني.
كان من المتوقع أن يكون اللقاء الأدبي الذي جرى تنظيمه أول أمس في "المقهى الثقافي" في تونس العاصمة، تقديماً لعمل المبخوت الإبداعي الثاني، وهو مجموعة قصصة صدرت مؤخراً في مصر بعنوان "السيدة الرئيسة" (دار العين) غير أن النسخ لم تصل بعد إلى تونس، ما جعل اللقاء يتمحور بالأساس حول النقاش على "الطلياني".
في حديثه عن الأعمال الإبداعية القادمة، أشار المبخوت إلى أن لديه الآن روايتين ستصدران قريباً، في رد مرحٍ على من يقول بأن "الطلياني" هي "بيضة الديك". من هنا، ينتقل الكاتب التونسي إلى إشارة خفيفة إلى عمله الجديد حيث اعتبره "من باب الحفاظ على اللياقة السردية".
في كلمته، عاد المبخوت إلى انتقاله من الصفة الأكاديمة إلى الكتابة الإبداعية، حيث استشهد بقولة للمفكر الفرنسي ريجيس دوبريه "الإنسان دائم البحث، فإذا كانت له إجابات يكتب مقالاً أو بحثاً علمياً، وإذا لم تكن له إجابات يكتب رواية".
اعتبر المبخوت أن انتقاله نحو الكتابة الإبداعية سببه "الحيرة" التي ألمّت به كما ألمّت بالتونسيين في المرحلة الأخيرة. يقول "هذه الحيرة لم يكن ممكناً التعبير عنها فكرياً".