رحيل دنيس روش.. صمت أكثر من الصورة

04 سبتمبر 2015
(تصوير: لويس مونييه/ 1991)
+ الخط -
في باريس التي ولد فيها قبل 77 عاماً، رحل، أول أمس، الشاعر والروائي والمصوّر الفرنسي دُنيس روش، الذي بزغ نجمه في الستينيات من القرن الماضي مع جماعة "تيل كيل" الأدبية، التي كان ينشط فيها كتّاب مثل رولان بارت وفيليب سولرز وجوليا كريستيفا.

بدأ روش (1932 - 2015) مسيرته في الكتابة كمترجم للشاعر الأميركي إزرا باوند في نهاية الخمسينيات، حيث كانت الساحة الأدبية الفرنسية تعج بعشرات الكتّاب والشعراء المتألقين، مثل أندريه بروتون وفرانسيس بونج ولويس أراغون وجورج باتاي.

أصدر روش سبع مجموعات شعرية، ما بين سنوات 1962 و1972، ثمّ أخذ قراراً نهائياً بالتوقف عن كتابة الشعر بعد مجموعته التي كتب فيها: "الشعر غير مقبول، لقد توقف عن الوجود". وأيضاً "لقد قلت كلمتي الأخيرة. وأنا الآن في نهاية هذه الرحلة المضجرة التي قلت فيها كل ما أريد".

في العام 1974، التحق روش بدار النشر "سوي" وأسس سلسلة "Fiction et Cie" التي تخصصت في النشر للكُتّاب الفرنسيين الجدد وترجمة السرد الأميركي المعاصر، وقدّمت أكثر من 300 عنوان. وفي هذه الفترة بدأ اهتمامه بالتصوير الفوتوغرافي، حيث قدّم أعمالاً نالت جوائز عدة، كما وضع مؤلفات في هذا المجال.

في أحد تعليقاته عن التصوير يقول روش: "لا يوجد ما هو أكثر صمتاً من الصورة، لا يوجد فن قادر على أن يكون صامتاً إلى هذا الحد مثلها".

تحت إلحاح العديد من أصدقائه، قام روش الذي كان يرفض بقوة أن يُقدَّم كشاعر، بعد ربع قرن من توقفه عن الكتابة، بنشر مجمل أعماله الشعرية في مجلد من 600 صفحة صدر عام 1995.

تميزت قصائد روش بنفس متوتر وجمل شعرية سريعة متكسرة واستعارات سوريالية حادة، وكأن الشاعر فعلاً كان يركض إلى أن وصل في نهاية مغامرة من عشر سنوات وسبعة مجموعات، إلى قناعة شخصية بوضع حد نهائي لممارسته كتابة الشعر.

المساهمون