بحروف لاتينية

19 نوفمبر 2015
(مقطع من "وكان النور" لـ كمال بُلّاطه / فلسطين)
+ الخط -

حين ندخل إلى موقع إلكتروني لغاليري عربي، سنجد أن معظم النصوص الموجودة فيه، من بيانات صحافية وسير ذاتية للفنانين، وكلماتهم حول أعمالهم، وحتّى عنوان الغاليري، غالباً، مكتوبة بالإنجليزية أو الفرنسية.

وإن صادف أن قرّر الغاليري أن "يتكرّم" على القارئ بنسخة عربية لموقعه، ستكون، في كثير من الأحيان، إمّا معطّلة، أو تقدّم ترجمة سطحية.

نلمس ذلك، أيضاً، ونحن نبحث في الإنترنت على أعمال فنّان تشكيلي عربي بلغته. تظهر لنا، غالباً، صور لمجموعة قليلة من أعماله، وقد يحالفنا الحظ إن عثرنا على سيرته الذاتية ضمن لقاءات صحافية معه.

في أغلب المناسبات، ستُحيلنا هذه المواقع إلى الاطّلاع على سيرته مكتوبةً بلغة أجنبية؛ ما يرجعنا إلى نقطة الصّفر.

لو قلبنا الآية، وكتبنا اسم الفنان "العربي" بحروف لاتينية، فمن المرجّح أن نعثر على كم كبير من أعماله الفنية. حتى "ويكيبيديا"، كثيراً ما نتصفّح فيها تعريفات الفنانين العرب باللغات الأخرى.

ما هو أغرب، أن معرضاً يسلّط الضوء على قضية محليّة تخصّ مُجتمع الفنان، تكون معظم شروحاته مكتوبة بالإنجليزية أو الفرنسية؛ وكأنّه لا يريد التحدّث إلّا إلى جمهوره في لندن أو باريس.

ما الذي يتحكّم في طبيعة اللغة التي تُقدِّم من خلالها تلك الغاليريهات نفسها؟ هل هو تسويق الفن عبر لغة تمثّل المنظومة التي تتحكّم بهذا السوق؟ أم هي تبعيّة ثقافية للمموّل من قبل مؤسسات تزعم أنها مستقلّة؟


اقرأ أيضاً: سركون بولص.. تذكير بالشّعر نفسه

المساهمون