جوزيه ساراماغو.. معانقة عربية

18 يونيو 2014
+ الخط -

جعل جوزيه ساراماغو (1922 - 2010) من الكتابة قضيته التي وضع فيها أفكاره ومبادئه، ولم يبخل في دفع الثمن؛ ابتداءً من موقفه المناوئ لدكتاتورية سالازار في بلده البرتغال، مروراً بمحاربة الكنيسة الكاثوليكية له بسبب روايته "الإنجيل كما يرويه المسيح" حيث انتهى ذلك باختياره المنفى؛ إلى موقفه الشجاع من القضية الفلسطينية وزيارته لفلسطين على رأس وفد "برلمان الكتّاب العالمي" أثناء حصار 2002، إلى مواقفه المناهضة للعولمة وأدواتها، ونشاطه السياسيّ في "الحزب الشيوعي البرتغالي" ومنتدى "بورتو أليغري" و"برلمان الكتّاب العالمي".. وقبل كل شيء عبر روائعه الروائية ومقالاته وتدويناته.

يقسم النقّاد تجربة ساراماغو إلى مرحلتين، الأولى هي مرحلته التاريخية وتشمل الروايات التي كتبها حتى نهاية تسعينات القرن الماضي وقد تميزت بالمراجعة النقدية لتاريخ البرتغال مثل: "دفتر الرسم والخط" و"ثورة الأرض". أما الثانية فسميت بـ"السلسلة المجازية" وتبدأ مع "الإنجيل كما يرويه المسيح"، وتشمل أيضاً رواياته الشهيرة مثل "العمى" و"كل الأسماء" و"الكهف" حيث راح خطابه الروائي يمزج الفانتازيا بالتهكم والتأمل.

لا نبالغ إن قلنا إنه الأكثر شجاعة بين روائيي زمنه في قول الحقيقة أمام السلطات والدكتاتوريات على أنواعها ومسمياتها، دونما اكتراث لحسابات الربح والخسارة التي كبّلت كثيرين وحولت غيرهم إلى شهود زور.

هنا معانقة عربية، لاسم جوزيه ساراماغو وكتاباته، في ذكرى رحيله الرابعة.

المساهمون