فؤاد العروي.. جائزة للعائد إلى جذوره

16 أكتوبر 2014
+ الخط -

يبدو أن الكاتب المغربي باللغة الفرنسية فؤاد العروي يعيش فترة حبلى بالمفاجآت السارة في الآونة الأخيرة. فبعد فوزه عام 2012 بجائزة "غونكور" للقصة عن مجموعته القصصية "قضية سروال السيد داسوكين الغريبة"، فازت روايته "مِحَنُ السجلماسي الأخير"، الصادرة أخيراً عن دار "جوليار" الباريسية، بجائزة "جان جيونو"، وهي واحدة من أبرز الجوائز الروائية الفرنسية التي تُمنح كل عام عند مستهل الموسم الروائي.

وجرى اختيار عمل العروي بعد وصوله إلى قائمة قصيرة ضمت، إلى جانبه، ثلاثة روائيين فرنسيين بارزين، هم أدريان بوسك، وماتياس مينيغوس، وبولين دريفوس. وصوتت لجنة التحكيم، التي تضم الكاتب إيريك أورسينا عضو تحكيم جائزة "غونكور" أيضاً، بالإجماع لصالح رواية العروي.

تتناول رواية العروي سيرة مهندس مغربي تلقّى تعليمه في المدارس الفرنسية، بوابة تأهيل النُّخب المغربية بامتياز. يقرر الرجل، ذات صباح، في أوج نجاحه المهني، التخلي عن موقعه الاجتماعي المتألق ليعود إلى بلدة آزمور، مسقط رأسه، بحثاً عن جذوره وهويته التي نخرتها الثقافة الفرنسية، طامحاً إلى أن "يصير مرة أخرى المغربي الأصيل الذي كان عليه أن يبقى كما كان". هذه الهوية سيجد عناصرها في مكتبة جده العتيقة، حيث سينكب على قراءة كنوز التراث العربي في الأدب والفلسفة.

الرواية تعبّر عن إحساس بالضيق والتململ من الثقافة "الفرنكفونية"، وتوق جارف للعودة إلى الأصول. وهي مكتوبة بأسلوب سهل ممتنع مشوب بسخرية خفيفة، وهو الأسلوب الذي تميز به العروي منذ روايته الأولى "أسنان الطوبوغرافي" الصادرة عام 1996.

أصدر العروي عدة روايات أخرى، منها "اليوم الذي لم تتزوج فيه مليكة" (2009)، و"سنة عند الفرنسيين" (2010). الكاتب المولود عام 1958 في مدينة وجدة، يقيم منذ فترة في أمستردام، حيث بات يكتب أيضاً باللغة الهولندية التي تعلمها في وقت قياسي. لكن لا أحد يدري لماذا لم يبذل الكاتب الجهد الخارق نفسه لتعلم العربية والكتابة بها، مثلما يحاول أن يفعل "السجلماسي الأخير"، بطل روايته المتوّجة!

دلالات
المساهمون