في معرضه الذي افتتُح الثلاثاء الماضي في "فيلا عبد اللطيف" بالجزائر العاصمة، يقترح الفنان التشكيلي الجزائري يونس قودير (1991) رحلةً إلى قلب الطبيعة، مِن خلال لوحاتٍ ومنحوتات مستَلهمة مِن البيئة في شمال أفريقيا.
"حيواناتٌ برية"، الذي تُنظّمه "الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي" تزامناً مع إحياء رأس السنة الأمازيغية، هو أوّل معرضٍ فردي للفنان التشكيلي الذي حصل على شهادة البكالوريوس في الفنون الجميلة من "جامعة مهاريشي الدولية" في الولايات المتّحدة عام 2014، ثمّ على الماجستير في فن الاستوديو عام 2018.
يرسم قويدر في لوحته حيواناتٍ مختلفة؛ كالأسود والنمور والفهود والطيور، لكنّه يفعل ذلك خارج الأسلوب التجسيدي؛ حيث يعمد إلى تحديد حواف الشكل المقصود، ثمّ يملؤه بألوانٍ مُختلفةٍ ضمن أشكال صغيرةٍ تُذكّر بالزخارف والرموز الأمازيغية التي عادةً ما نُشاهدها على المنسوجات والأواني الفخارية والوشوم التي تُزيّن وجوه النساء، في حين تأتي الخلفية في شكل تموُّجاتٍ باللونَين الأبيض والأسود. وفي جُزء آخر من الأعمال، يقلب هذه المعادلة؛ بحيثُ تُغطّي تموُّجات الأبيض والأسود الشكلَ الرئيسي في اللوحة، في حين تنسحب الزخارف والرموز الملوّنة إلى الخلفية.
تمنح ألوان الغواش لوحة قودير لمسةً سورياليةً بفعل الوهج الذي تضفيه عليها الألوان الفاقعة التي يَمنحها لحيواناته ونباتاته وأزهاره ورموزه الأمازيغية. تُحيلنا الألوان إلى الفن الأفريقي، بينما يُذكّرنا الأسلوبُ بشكل عام بالفنّ العفوي، وتحديداً بلوحات الفنّانة الجزائرية باية محيي الدين (1931 - 1998)، في توظيفها للألوان والرموز واستحضارها للطيور التي تكاد تكون عنصراً مشتركاً في جميع لوحاتها.
في قسمٍ آخر مِن المعرض المتواصل حتى العشرين من كانون/ الأول يناير الجاري، يعرض يونس قويدر مجموعةً من أعمال التجهيز التي لا تبتعد في ثيماتها كثيراً عن لوحاته. مِن بين تلك الأعمال مجسّماتٌ لنساء أفريقيات ومنسوجات وخيمةٌ كبيرةٌ ترمزُ إلى أنماط حياة المجتمعات البدوية في شمال أفريقيا.